نُكْرَانُ الْجَمِيل: المظاهر والأسباب

حوارات

يشير مصطلح " نُكْرَان الْجَمِيل" الى أي تصرّف سلبي يُنْكَرُ فيه معروف وجميل إنسان آخر، ولا يُعترف بفضله، أو عندما يجحد ناكر الجميل أفضال وطنه، الذي وفّر له الحياة الكريمة، وهو من الصفات الذميمة، ومما يُفسِد الثقة والأمانة والوفاء بين الناس، ومما يُضْعِفُ العلاقات الأسرية والاجتماعية.

ومن بعض مظاهره في عالم اليوم المضطرب، ومن بعض الأسباب التي تدفع بعض الأفراد الى الوقوع في مستنقع نُكْرَان الْجَمِيل، نذكر ما يلي:

-مظاهر نُكْرَان الْجَمِيل: يمثّل عقوق الوالدين الصالحين أسوأ مظاهر نكران الجميل بسبب ما يَتَحَتَّم أخلاقيّا ومنطقيّا أن تتّسِم به علاقات الأبناء بوالديهم مثل العطف، والرحمة، والشفقة بهم.

ويُنكِرُ الابن العاقّ أو الابنة العاقّة فضل والديهم إمّا بالامتناع عن البرِّ بهم، وربما تعمّد إيذائهم، ويجسّد نكران جميل المجتمع والوطن، وبخاصّة في عمالة ناكر الجميل للأعداء أو ارتزاقه الرّخيص على حساب أمن واستقرار الوطن.

وأسوأ انحرافات أخلاقيّة واعوجاجات نفسيّة، ومن ليس فيه خير لوطنه الذي ولد ونشأ فيه في عيشة رغيدة وكريمة وآمنة، فلن يكون فيه خير لأهله وأقربائه وأصدقائه.

وخيانة أمانات الأقرباء والأصدقاء هي نوع آخر من استغلال الثقة، لا سيما إذا كان الضحية قريبا مُقرّبا أو صديقا حميما. ومن مظاهر نكران الجميل عدم الاعتراف بمحاسِن وبفضائل الزوج أو الزوجة، حين يبدأ أحد الطرفين، أو كلاهما، التركيز على أخطائهم البشرية، وتعميمها على شخصياتهم، وعندما يثلم الزوجان أواصر الودِّ والمحبّة والتقدير المتبادل.

-أسباب نُكْرَان الْجَمِيل: أعتقد أنّ كل ما سيزيد عن حدّه في الحياة الإنسانية سينقلب الى ضدّه، فلا يُفرِط العاقل ولا يُفَرِّط، بل يختار أوساط الأمور، ولا يُسرِف ولا يُقتِّر في بذل طاقاته النفسيّة أو في ماله.

وربما حتى في صنائع معروفه، لكي لا يتمّ نُكران أفضاله، وكلما اِنخفض تقدير الشخص لنفسه أهدر معروفه عند من لا يستحقّه، وينبعث كثير من سلوكيّات نُكران الجميل من شعور ناكر الجميل بالدونيّة أمام من صنع له معروفا في السابق، بسبب أنّه يُذكِّره بما كان عليه من ضعف أو عوز.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@