غابت عنها الرؤية المستقبلية واعتمدت على تلفزيون الكويت
مفرح حجاب
تأخير الموسم الدرامي بات هو حديث كل العاملين في الوسط الفني،حيث مضى ما يقرب من ثلاثة شهور على انتهاء موسم رمضان والذي عرضت فيه كوكبة من الأعمال الدرامية وحظيت بمتابعة خليجية وعربية مثل مسلسل « ياسين عبد الملك، ملفات منسية، الخن، هود الليل،زمن العجاج، الفرج بعد الشدة» وغيرها، وهناك حالة تردد كبيرة في البدء بتصوير أعمال قد تواجه صعوبة في تسويقها لاسيما بعد أن اصبح تلفزيون الكويت يشتري عددا من الأعمال المصورة سلفا وهو أمر لم تعتد عليه شركات الإنتاج الفني في الكويت.
بداية الحكاية هو ان معظم شركات الإنتاج في الكويت كانت تعتمد بشكل كبير على دعم تلفزيون الكويت في إسناد أعمال درامية لها على طريقة المنتج المنفذ وكان التلفزيون يحصل على العرض الأول ومن ثم يعطي هذه الشركات تسويق أعمالها على القنوات الأخرى من خلال اتفاق مالي معين وشروط لها علاقة بأوقات العرض، لكن تلفزيون الكويت وجد أنه من الأفضل له ان يشتري أعمالا درامية مصورة ، وينتقي منها على حسب رؤيته وبما يتناسب مع سياساته، وهو ما جعل العديد من الشركات التي كانت تعتمد على تمويل التلفزيون تتوقف او تتردد خوفا من الخسائر، حيث كانت طريقة المنتج المنفذ تضمن لهذه الشركات بيع العمل على التلفزيون والابتعاد عن المغامرات.
المشكلة الأساسية التي تقع فيها الآن هذه الشركات هو انها لاتتحرك على السوقين الخليجي والعربي بشكل فيه رؤية مستقبلية لتسويق اعمالها، خصوصا ان منافذ التسويق توسعت واصبحت كثيرة، لاسيما في وجود العديد من المنصات الرقمية والقنوات الفضائية وغيرها، فضلا عن ان غالبية الشركات المنتجة لاتقوم بتنوع أعمالها الفنية من اجل أيجاد موارد أخرى تجعل لديه ملاءة مالية لتمويل أعمالها دون الاعتماد على التلفزيون مثل انتاج البرامج والأعمال المسرحية والأفلام السينمائية وغيرها، لذلك تواجه الآن صعوبة في انتاج اعمال جديدة ولديها تردد كبير في الإنتاج على حسابها الخاص بسبب الكلفة المالية الكبيرة للأعمال الدرامية في ظل وجود كم كبير من المنتجين لديهم اعمال درامية غير قادرين على تسويقها بشكل جيد بالإضافة الى ان تأخر تسويق الدراما يجعلها منتجا قديما لا يواكب ما يحدث في أسواق الدراما الخليجية والعربية.
المشكلة الكبيرة التي تواجه صناعة الدراما في الكويت هي عدم وجود شركات متخصصة في عمليات التسويق، بل ان ما يحدث هو اشبه بعمليات السمسرة، لذلك مطلوب ان يكون في الكويت شركات متخصصة في التسويق الدرامي والفني ومن المهم ان تشارك كل شركات الإنتاج في تأسيسها ودعمها من اجل دعم الدراما الكــويتية في ظل وجود انتاجات كبيرة سواء في المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين وعمان وقطر وستكون الأمور أصعب بكثير في تسويق الدراما اذا لم يكن هناك حلول مبنية على دراسة يشارك فيها الجميع بما فيها تلفزيون الكويت وشركة السينما الكويتية والفرقة الأهلية والاتحادات الفنية ونقابة الفنانين وكل المهتمين بالإنتاج الدرامي في الكويت، حيث ان استمرار هذا النهج كما هو سيزيد من الــعشوائية وسيجعل الإنتاج الدرامي في الكويت يتراجـع وهو امر لايرغب فيه احد خصوصا ان في الكويت مؤسسات اكاديمة تقدم للساحة الفنية في كل عام أعدادا هائلة من المؤهلين للعمل في التمثيل والإنتاج والاخراج ويفترض ان تكون هناك عملية تسويق للأعمال توازي حجم العاملين في الساحة الفنية، وعلينا ان ندرك جميعا ان صناعة ا لدراما في الكويت هي صناعة عريقة لها جذور وتاريخ متميز شارك فيها رواد ونجوم وهي تعتبر واجهة حضارية وثقافية مستنيرة يجب الحفاظ عليها.
مشهد من مسلسل زمن العجاج
شجون وبوشهري في «ملفات منسية»
غازي حسين ومحمد العجيمي وصلاح الملا في «الفرج بعد الشدة»