حوارات
المَطِيَّة هي ما يُمتطى من الدّواب، كالنّاقة وغيرها، وجمعها مطايا، وهي أيضاً الوسيلة التي يتم استعمالها لتحقيق هدف ما. ومن مطايا الجهل الأفراد المُغيَّبون فكريّا، وبخاصة السهل خداعهم، أو إغراؤهم، ومن بعض أسباب أداء بعض الأشخاص المضطربين نفسياً والمشوّشين فكرياً، والمحتارين روحياً لهذا الدور "مطيّة الجهل" نذكر ما يلي:
-ضعف الوعي بالذّات: يضعف وعي المرء بذاته عندما يجهل نفسه، ولا يرغب في التعرّف عليها، وكلما ضعف الوعي الظرفيّ عند الإنسان تحوّل تدريجياً الى مطيّة للجهل والاستغفال والتلاعب من السيّئين.
وكلما زادت معرفته بنفسه قويت مناعته، الفكريّة والنفسية، ضدّ الإصابة بعدوى الجهل.
-الانغماس في التعصّب القبليّ: يتعارض التعصّب القبلي مع قيم ومبادئ المساواة والأخوّة بين المسلمين، وترتفع نسبة جهل المرء عندما يختار الانغماس في ما هو قبليّ أو عنصري متعصِّب، حتى يبدأ يفقد تدريجياً سماته الأخلاقية الإسلامية.
-اعتناق التطرّف الطائفي: لا يتطرّف طائفياً سوى من هو جاهل باطناً وظاهراً، فكيف بمسلم عاقل أن يَتَأَلَّى على ربّه، والعياذ بالله، فيُكفِّر هذا ويُقيِّمَ إيمان ذاك، فعلامة الجهل في الطائفية تتجسّد في احتكار الإسلام لفئة دون غيرها.
-الإيمان بالتميّز الفئوي: في خضم ما يحدث حالياً حول العالم من بدء للموجة الحضارية الثالثة، وما ستؤدي إليه قريباً من تغيّرات جذريّة في التصنيفات والتقسيمات الاجتماعية التقليدية وتعديلها، وفقاً لقيم ولمبادئ الإنتاجية والجدارة والمساواة.
يبرز جهل من لا يزال يؤمن أنه سيستمر متميّزاً طبقياً أو فئوياً بسبب أنه يرغب في إدامة فكر رجعيّ سيتصادم مع الوقائع الحياتية المستقبلية.
- ترسّخ الذلّ والهوان في نفس الانسان: يتسبب ترسّخ الشعور بالصِّغَر والهوان وإحتقار الذّات في يأس الفرد عن رؤية نفسه كإنسان يستحقّ الاحترام والتقدير من اقرانه بني البشر الآخرين، والجاهل هو من يقبل على نفسه الهوان.
-اليأس من تعليم النفس وتحسين المعيشة: عندما ينزرع اليأس من النفس في قلوب البعض لأي سبب من الأسباب فهم يقبلون على أنفسهم أن يتحوّلوا الى مطايا للجهل، يراوحون مكانهم لا يتطوّرون للأفضل، ويستغلهم المُضِلّون لتحقيق مآربهم الشخصية على حساب الآخرين.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@