مُنذُ 1948 والقضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى، ولم يخل أي شبر، أو إقليم، في الدفاع عن القضية الفلسطينية، فكانت في كل المؤتمرات حاضرة.
وكان الرؤساء العرب، على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم، لا يتوانون عن الدفاع عن القضية الفلسطينية، وانها "القضية الأولى" في المنطقة، وان "السلام " لا يتم الا عن طريق حل هذه القضية الشائكة، والعائمة، والمُتشابكة مع العديد من القضايا، والمُتداخلة مع العشرات من الهموم، والانكسارات، والخذلان العربي، والتوجهات السياسية والاختلافات، والاتفاقات بين الأُمتين الإسلامية والعربية، وكانت القضية ـ ولاتزال ـ محور كل قضايانا، ونقاشاتنا، وحواراتنا، ونعلم، ويعلم الجميع ان "السلام" و "الأمن" في المنطقة، لا يأتي الا من خلال حل القضية الفلسطينية، وإيجاد حلول مُشتركة بين الأطراف المُتصارعة وإيقاف الحرب، والدمار ممّا ينعكس على المنطقة برمتها.
حرب العام 1967 كانت مفصلية للقضة وللعرب وللفلسطينيين انفسهم، وكانت هُناك توجهات لإيجاد الحلول، ونبرات السلام تفوح رائحتها العطرة في المنطقة، واننا سننطلق في "التعايش"، و"الامن" و"الاستقرار"، و"البناء"، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي القوى الغربية وأصحاب النزاعات والمصالح والشهوات المليارية، من خلال "بيع الأسلحة"واستمرار الحروب!
1973 كان العرب في توجه آخر، وفي مرحلة انتعاش وعودة للمحور الأساسي وهناك بصيص امل، وجاءت بعدها "كامب ديفيد" وتفرق العرب، وبدأنا مرحلة جديدة انهكت المنطقة والقضية، والتي هي محور كل حواراتنا، وقضايانا، ونقاشاتنا، وكانت سنوات لا تفرحنا.
عُدنا كما كُنا، وطُرحت العديد من "خطط الطريق"، كما يحلو للبعض تسميتها، لكنها "ظلّت الطريق"، وعُدنا كما كُنا في مكانك راوح!
جاءت احداث غزة وقصمت ظهر البعير، وتلاشت الاحلام، وتقطعت السُبل، لكنها لا تزال قضيتنا الأولى قضية فلسطين، والتي لم تبعد عن اعيننا، وقلوبنا وارواحنا، فما هي الحكاية أيها الاخوة في فلسطين، لماذا انقسمتم انتم على أنفسكم، ولماذا الصلح في الصين؟
هل تطبقون الحكمة القائلة "اطلب العلم ولو في الصين"،
وانتم قلبتموها "اطلب الصلح ولو في الصين"؟
أيها الاحبة، كُنّا نتمنى أ ن يكون الصُلح في القدس في قلب فلسطين، عند اهاليكم، وبين اطفالكم، وفي بيوتكم. وكُناّ نتمنى أن لا يكون هُناك خلاف وانشقاق حتى يكون هُناك صُلح فالقضية واحدة، والهدف واحد.
كاتب سعودي