الأربعاء 02 يوليو 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 د.خالد الجنفاوي
كل الآراء

الشَّخص العُصَابيّ

Time
السبت 20 يوليو 2024
View
50
د.خالد الجنفاوي
حوارات

العُصابِيَّة لم تُصنّف طبيّا الى حدِّ اليوم كمرض نفسيّ، لكنها أحد عناصر الشخصية الخمسة، وهي: الانفتاح، و الانبساط، والضمير الحيّ، والقبولية والعُصابية، وهي الأكثر سلبية منها، وتبرزعند البعض بدرجات متفاوتة.

وأبرز صفات الشخصية العُصابِيَّة هي عدم الاستقرار العاطفي (تقلّب المزاج)، وعدم القدرة على التعامل المناسب مع الضغوط النفسيّة الاعتيادية، والانفجار العاطفي المفاجيء، وعدم النضج النفسيّ.

ومن بعض سلوكيّات العُصَابيّ، وبعض أسباب طغيان العُصابِيَّة على شخصية الفرد، وكيفية التغلّب عليها، نذكر ما يلي:

-سلوكيّات العُصَابيّ: يميل العصابيّون الى الانغماس المستمر في القلق الذي لا يرتكز على أسباب منطقيّة، ويميل بعضهم الى التفكير الزائد عن الحدّ حول أحداث، وأمور، وأوضاع وتغيّرات حياتيّة طبيعيّة لا تتطلّب منهم الإفراط في التفكير حولها.

ويظهر على العُصَابيّ سلوكيّات عدم الاستقرار العاطفيّ مثل التقلّب السريع لمزاجه، ويصعب عليه منع أفكاره السلبيّة من أن تتحوّل مشاعر وتصرفّات سلبيّة (التفكير الكارثيّ).

ويميل بعض العُصابيّين الى جلد ذاتهم بشدّة على أخطائهم البشريّة المتوقّعة، وربما يلومون أيضاً الآخرين بشكل مرضيّ على أخطائهم الشخصية التي ارتكبوها بأنفسهم.

ويسهل استفزازهم بسبب ضعف ثقتهم بأنفسهم، وربما بسبب عدم إمتلاكهم لمهارات التعامل الفعّال مع الضغوطات النفسيّة التي ربما يتعرّض لها كل إنسان على سطح الكوكب.

-أسباب العُصابِيَّة: أرُجِّح شخصياً الأسباب الوراثية للعصابيّة، ولكن يؤدي أيضا التعرّض لصدمات شديدة في مرحلة الطفولة، الى بروز سلوكيّات العُصابِيَّة بعد مرحلة البلوغ.

ومن علاماتها المبكِّرة في مرحلة الطفولة المتأخرة هو التصادم المستمر مع أعضاء الأسرة الآخرين، ولعدم التعوّد منذ الصغر على تغليب التفكير السليم على التفكير الإنفعاليّ (العاطفيّ)، ولافتقاد المهارة في التعامل المناسب مع الضغوطات الحياتيّة الطبيعية، إمّا بسبب فشل التربية الأسريّة، أو لأسباب بيئية أخرى.

-التغلّب على العُصابِيَّة: أكثر الوسائل فعاليّة للتخفيف من العُصابِيَّة، ومن تأثيراتها السلبيّة على النفس هي ممارسة التأمّل الواعي (اليقظة الذهنيّة)، والتركيز الواعي على ما يحسّ به الانسان، داخليّا وخارجيا، بهدف مراقبة الأفكار التي تصل الى عقولنا، أو تتولّد فيها، وبقصد التخفيف من التوتّر، والتنفّس العميق، وبتذكِّر أنّ لنفسك عليك حقّا!

 كاتب كويتي

DrAljenfawi@

آخر الأخبار