"شاشة الموت الزرقاء" تضرب العالم... وأنظمة الكويت "safe"

محمد المصلح

"الطيران المدني": تفعيل خطة استمرارية العمل في الأزمات بعد تأثر بعض الرحلات

أمن المعلومات من الأولويات القصوى والإجراءات الاحترازية أثبتت فعاليتها

الوضع في الكويت مستقر ولم تتأثر أي من الأجهزة والتطبيقات الحكومية نتيجة التوقف

خطأ صغير واحد في تحديث أجرته شركة الأمن السيبراني كراودسترايك (CrowdStrike) على برنامجها الخاص بالحماية من الهجمات الإلكترونية، أدى إلى سلسلة من الأعطال وصفت بـ"الأكبر في التاريخ"، على أثرها تعطلت الخدمات التي تعتمد على أنظمة تكنولوجيا المعلومات.

ففي لحظة واحدة، بدا أن النظام العالمي كله قد أصيب بما يشبه السكتة القلبية، من مصارف وشركات اتصالات ومطارات ومستشفيات وغيرها.

وقد واجه ملايين الأشخاص والشركات على مستوى العالم أول من أمس الجمعة ما يعرف باسم "شاشة الموت الزرقاء" على واجهة أنظمة "ويندوز" التي تظهر بعد توقف الحاسب عن العمل وتكون بمثابة دليل على وجود خلل في النظام.

وبسبب الخلل التقني، تعطلت الأجهزة التي تعمل بنظام (ويندوز) من مايكروسوفت، حيث توقفت حركة الرحلات الجوية وضربت الفوضى مطارات العالم، وسط حالة من الذعر والفوضى.

في الكويت، باشرت الاجهزة الحكومية بإنشاء غرفة عمليات برئاسة وزير الدولة لشؤون الاتصالات عمر العمر وبمشاركة الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات والهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات والجهاز الوطني للأمن السيبراني وتخصيص خط ساخن، لمتابعة الوضع الخاص بالمشاكل المتعلقة بخدمات شركة (كراود سترايك).

وقالت مصادر لـ"السياسة":إن غرفة العمليات حددت خطتها بالعمل على محورين الأول معالجة الانقطاعات التي حدثت في أنظمة بعض الجهات الحكومية وتعريفهم بطرق إعادة النظام إلى وضعة الطبيعي، المحور الثاني فهو التواصل مع كل الاجهزة الحكومية للتاكد احتياطياً من أن الانظمة لديها تعمل حتى وإن كانوا لا يستخدمون هذا النظام.

وذكرت أن شركة (كراودسترايك) زودت الكويت بالجهات والشركات الحكومية التي تتعامل مع أنظمتها، مشيرا إلى أن عددها يصل إلى 15 جهه تقريباً وقد تم التواصل مع البعض منها والتعامل مع الإصلاحات بحسب توجيهات الشركة.

وجددت المصادر التأكيد على أن الامور كانت تحت السيطرة والتأثير الذي حدث كان محدوداً ولم تتأثر هذه الجهات بشكل كبير بفضل التواصل السريع لإطلاعهم على الاجراءات الفنية لمعالجة المشكلة، لافتة الى تزويد كل الجهات الحكومية بالتوصيات الفنية والمعلومات للتعامل مع الاعطال التقنية.

وكان وزير التجارة والصناعة وزير الدولة لشؤون الاتصالات عمر العمر أعلن أنه بتوجيهات ومتابعة من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله تم إنشاء غرفة عمليات وتخصيص خط ساخن لمتابعة الوضع الخاص بالمشكلات المتعلقة بخدمات شركة (كراود سترايك) وتقييمه وتقديم الدعم اللازم لجهات الدولة المختلفة بشكل فوري من أجل ضمان كفاءة واستمرارية عمل أنظمتها الإلكترونية في ظل هذا الوضع العالمي.

وأوضح الوزير العمر في تصريح صحافي أنه وفقا للتصريحات الرسمية من قبل شركة (كراود سترايك) فإن سبب الأزمة خلل في تحديث لأنظمة الشركة الذي تبين أنه أدى لتعثر بعض الخدمات التي تقدمها الشركة وليست بسبب هجمات أمن سيبراني.

وأضاف:إن غرفة العمليات التي أنشئت للتعامل مع هذا الحدث حصرت الجهات التي تستفيد من خدمات الشركة وتابعت الإجراءات اللازم اتخاذها من قبل هذه الجهات كما تم التواصل كذلك مع جميع الجهات للتأكد من عدم تأثرها بالمشكلة القائمة كما تم فتح قنوات تواصل مباشرة مع كل من شركة (كراود سترايك) وشركة (مايكروسوفت).

وذكر أن الوضع في الأجهزة الحكومية في الكويت مستقر، ولم تتأثر أي من الأجهزة والتطبيقات الحكومية نتيجة لهذا التوقف بفضل الجهود المستمرة التي نبذلها في تعزيز وتأمين أنظمتنا الحكومية والبنية التحتية الإلكترونية.

وبين أن أمن المعلومات وحماية البنية التحتية الرقمية من الأولويات القصوى، وقد أثبتت الإجراءات الاحترازية والأنظمة الأمنية المتقدمة التي تم القيام بتطبيقها مدى فعاليتها في التعامل مع مثل هذه التحديات.

وأشار إلى أنه يتم التنسيق بشكل متواصل مع الجهات الدولية والمحلية لفهم مدى تأثير هذا العطل واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من تأثيره على البنية التحتية الرقمية.

المطار داخل الدائرة

في المقابل، كشفت مصادر في مطار الكويت الدولي لـ"السياسة" عن إعادة جدولة بعض الرحلات الجوية بعد حدوث الانقطاع، ولم تلغ أي رحلة بسبب العطل التقني، وإن حدث تأخير في وصول بعض الرحلات الجوية القادمة من بعض المطارات العالمية جراء مشكلات تقنية في تلك المطارات، لا في الكويت.

وذكرت المصادر أنه تم تزويد الركاب المغادرين على بعض الرحلات بـ "بوريدينغ" بصورة يدوية بحيث يكون مختوما من شركة الطيران ومعتمدا من وزارة الداخلية لتيسير الرحلات أمامهم إلى حين عودة الأنظمة لبعض الشركات المتأثرة من العطل.

في المقابل، كشف موقع ( flightradar24) العالمي أن إجمالي الرحلات التي تأخرت من وإلى مطار الكويت الدولي بلغت نحو 70 رحلة جوية.

وكانت الإدارة العامة للطيران المدني أكدت أنها فعلت خطة استمرارية العمل في الأزمات بعد تأثر بعض الرحلات في مطار الكويت الدولي بسبب تأثير الانقطاع.

وأوضحت أن الخلل الفني الذي حصل في النظام العالمي لمنصات بعض الشركات العالمية ساهم في التأثير المباشر على أنظمة تشغيل الرحلات الجوية وأثر على بعض الرحلات في مطار الكويت.

وقالت: تم التنسيق مع شركتي الخطوط الجوية الكويتية و طيران الجزيرة وشركات الطيران العاملة في مطار الكويت الدولي إذ قامت باتباع الإرشادات الخاصة بهذا الشأن، وبعد عدة ساعات من الانقطاع، أصدرت بيانا يفيد عودة جميع الأنظمة التقنية لوضعها الطبيعي وان جميع الأنظمة الخاصة بشركات الطيران العاملة في مطار الكويت الدولي عادت بشكلها المعتاد.

عدم التفاعل مع البريد الالكتروني أو الرسائل النصية أثناء تعطل الأنظمة

عمل نسخ احتياطي لجميع الانظمة الالكترونية.

وضع خطة للطوارئ ( risk management system)

تجهيز خطط وانظمة تعمل على اكثر من مسار، فإذا حدث ضرر ما في مسار يتم الانتقال إلى المسار الآخر، وبالتالي لا يمكن أن تكون الخطة البديلة مشابهة للخطة الأساسية.

فحص الانظمة الامنية بصورة دورية.

العمل بجدية على بناء مركز المعلومات واستخدام خدمات السحابية المحلية.

اطلاق تطبيقات محلية لاتمام المهام وخاصة تطبيقات الشبكات الاجتماعية وغيرها.

استثمار البيانات وتحليلها بصورة تطور العمل بحيث تتكهن بالصعوبات والعقبات المحتملة لتحيل ومعالجة البيانات.

أكد بنك الكويت المركزي عدم تأثر أي من خدماته نتيجة تعطل العديد من الأنظمة والخدمات وتأثر الإنترنت حول العالم، مشددا على مرونة القطاع المصرفي في الاستجابة لمثل هذه الظروف.

وقال "المركزي" ـ في بيان صحافي ـ إنه تابع باهتمام شديد الأنباء الواردة بشأن تأثر خدمات الإنترنت وتعطل العديد من الأنظمة والخدمات حول العالم وقام منذ بداية ورود هذه الأنباء بتقييم الأوضاع في القطاع المصرفي التي من شأنها التأثير على الخدمات المصرفية والمالية المقدمة سواء تلك المقدمة من "المركزي" أو من قبل الجهات الخاضعة لرقابته.

وأوضح أنه قام بالتوجيه الفوري لجميع الجهات الخاضعة لرقابته لتفعيل خطط الطوارئ المعمول بها في مثل هذه الظروف للتأكد من استمرارية الأنظمة والأعمال بشكل اعتيادي بما لا يؤثر على الاستقرار المالي في دولة الكويت.

توقفت حركة الرحلات الجوية وضربت الفوضى المطارات في ألمانيا وتركيا وإسبانيا

في بريطانيا توقف النظام الطبي بسبب مشاكل في أنظمة العمل

انضمت بورصة لندن إلى البنوك التي أعلنت عن الخلل التقني، كما طالت الفوضى منظومة السكك الحديدية

تعطلت المصارف والمطارات ومحلات السوبر ماركت والشركات في أستراليا

الهند أعلنت وجود مشاكل في أنظمة الحجوزات لـ 3 شركات طيران

فرنسا أعلنت شركة "إير فرانس" أن عملياتها الجوية تتأثر "في بعض المحطات"

الولايات المتحدة الأميركية أوقفت الرحلات الجوية بما في ذلك "دلتا" و"يونايتد" و"أمريكان إيرلاينز"

قال اتحاد المصارف: إن البنوك المحلية تتمتع بخطط استمرارية الأعمال للتعامل مع الأزمات والتعافي منها للحد من التأثيرات السلبية على البنية التحتية الرقمية والخدمات المصرفية.

وأضاف الاتحاد ـ في بيان صحافي ـ إن "بنك الكويت المركزي يعمل عن قرب مع اتحاد مصارف الكويت والبنوك المحلية للتعامل مع هذه الأزمة بجهود مشتركة لتأمين الأنظمة والخدمات المصرفية" في إشارة إلى تأثر عدد من أنظمة المعلومات والخدمات التشغيلية في قطاعات حيوية ومرافق خدمية حول العالم نتيجة عطل تقني عالمي.

أعلن بنك الائتمان، استئناف كل خدماته الإلكترونية التي تأثرت بالخلل التقني العالمي الذي شهده العالم الجمعة وقال المدير العام للبنك (بالتكليف) سلطان الدبوس ـ في بيان نشر عبر حساب البنك في منصة "إكس" ـ إن "الائتمان" يتمتع بخطط استمرارية للتعامل مع الأزمات والتعافي منها، لافتا إلى أن جميع الخدمات الإلكترونية التي يقدمها البنك متاحة للمواطنين.