"الذاكرة المغيبة"... دراسة في السلوك السياسي للمجتمع الفلسطيني

صدر عن المؤسسة العربية للدراسات في بيروت كتاب "الذاكرة المغيبة... دراسة في السلوك السياسي للمجتمع الفلسطيني بشهادة أبنائه"، لمؤلفه الكاتب الأردني، نبال الخمّاش.

والكتاب، كما أشار مؤلفه، موجه إلى الذات الفلسطينية أولا. فمن خلال إيضاحاته، التوثيقية والتحليلية، يمكن التعرف على خصائص السلوك السياسي للمجتمع الفلسطيني في الفترة الممتدة ما بين الحربي العالميتين الأولى والثانية "1914-1945".

وباعتبار أن الذات الفلسطينية، مثلها مثل سائر الذوات العربية، تنفر من النقد وتخشاه، وتختصر معالجتها لأي مسعى نقدي، بتوجيه التهم والتأثيم لعناصر هذا النقد ومضمونه، أو تقديم متتاليات ذرائعية وتبريرية للواقع الفلسطيني، في أي مرحلة من مراحله. ومن خلال بواعث تهدف إلى سد الثغرات الاتهامية قبل أن تتبلور، أبان عنوان الكتاب عن مصادر تدويناته ومقاطعه الدالة، باعتبارها شهادات نابعة من أبناء المكون الإنساني للمجتمع الفلسطيني... شخصيات قدّر لها أن تعايش تلك اللحظات وتشهد أحداثها، فيما قدر لآخرين المشاركة في صناعة تلك الأحداث على نحو من الأنحاء.

ودون هؤلاء في سيرهم الذاتية، ويومياتهم، ومذكراتهم الشخصية، خلاصة تجربتهم ومعايشتهم تلك، والانطباعات والمدركات التي تشكلت في أذهانهم نتيجة تلك المشاهدات.

علما أن مجموع الأعمال الذاتية التي اعتمد عليها الكتاب في عملية رصده، بلغت 49 عملا، وجميع تلك الأعمال مطبوعة، وأعيد نشر بعضها أكثر من مرة.

الكتاب يقع في 488 صفحة من الحجم الكبير، وهو مقسم إلى ستة فصول، عالج الفصل الأول " الفلسطينيون بين عهدين" تفاعلات الجمهور الفلسطيني مع الأحداث السياسية التي عصفت بالمنطقة فترة الحرب العالمية الأولى، وأظهرت وفرة الشواهد الذاتية، تفاعل غالبية المكون الفلسطيني واحتفاليته بانتقالية المرحلة من العهد التركي إلى الحكم البريطاني، ذلك التفاعل الذي جنح في بعض جوانبه إلى المبالغة في استقبال القوى الغازية، التي كان ينظر إليها باعتبارها قوة داعمة ومحررة للكيانات العربية، في فلسطين وسائر أرجاء المشرق العربي.