لاَ تَجْعَلْ نَفْسَكَ عُرْضَة للتلاعب النفسي

حوارات

يُعَرِّض الانسان نفسه للتلاعب النفسيّ بأيادي المتلاعبين النفسيّين الحاذقين، عندما يتخلى عن حذره، لا سيما أثناء تفاعله مع الآخرين في العالم الخارجي، ولا يعني هذا بالطبع أنّ كل من نتعامل معهم خارج حياتنا الخاصّة لا بد أن يكونوا متلاعبين نفسيّين. لكن يشعر المتلاعب النفسيّ "النَّمطيّ" بحريّة أكبر أثناء ممارسة تلاعبه في ساحات الحياة العامّة، ويمكن أن يتعرّض المرء للتلاعب النفسيّ المدمّر في حياته الخاصّة على أيدي بعض أقرب المقرّبين إليه. ومن بعض المبادئ السلوكيّة والمحاذير النفسيّة، والوسائل الفعّالة لتقوية المناعة الذاتيّة ضدّ التلاعب النفسيّ، نذكر ما يلي:

-كثرة الكلام عن الشؤون الشخصية الخاصّة: لا يجعل العاقل شؤون حياته الخاصة مادة حديث مع الآخرين، ومن يشعر أنه مُجبرٌ على فعل ذلك، فعليه مراجعة نفسه، وإعادة التفكير بشكل سليم، فالمتلاعب النفسيّ يشعر بنشوة النّصر المُبَكِّر عندما يُنصِت الى شخص ثرثار لا يتحفّظ في كلامه.

-التَّعَاطُف المُفرِط: كل ما يزيد عن حدّه ينقلب حتماً الى ضدّه، وتوجد حدود منطقية لكل تصرّف شخصي إختياري، لا يجب أن يتجاوزها الإنسان الأريب، فالسلاح المُفضّل للمتلاعب هو مخاطبة عواطف ضحاياه، وربما إبكائهم، ولقد قال أحد الزاهدين في السابق "إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اسْتَكْمَلَ الْفُجُورَ مَلَكَ عَيْنَيْهِ"!

-تحصين العقل الباطن للوقاية من التلاعب النفسيّ: يستهدف المتلاعب العقل الباطن لضحيته عبر إرسال رسائل خفية إليه (كلمات وعبارات غامضة) بهدف السيطرة عليه، أو لتغيير قناعات الضحيّة تدريجياً، أو لغرس أفكار ملغّمة سيستعملها لاحقاً في تلاعبه النفسيّ الذي لا ينتهي.

-لا تُخبر كل الناس بأفراحك وأحزانك: كفى بمن تراكمت لديه تجارب حياة ثريّة أن يُطلِع كل من يقابله على ما مرّ به من فرح أو ترح، فالبعض لا يكترث، والبعض الآخر سيغلي حنقاً وحسداً أو شماتةً.

-احذر سهولة الانخداع: يصعب خِدَاع من يتأهّب دوماً ألاّ يقع فريسة للنصب، والاحتيال والابتزاز.

-لا تأخذ قراراً مصيرياً وأنت مُنْهَكْ: يستهدف المتلاعب ضحيته في أضعف حالاته، النفسيّة أو الجسديّة، حين يضعف الوعي، وتكاد تختفي كل المصدّات النفسيّة الذاتية ضدّ التلاعب.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi