زين وشين
قال الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم): "أتاكم أهل اليمن، أرق أفئدة، وألين قلوباً، الإيمان يمان والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم".
صدق الحبيب المصطفى، فقد كانت الحكمة يمانية في يوم من الايام قبل ان ينتشر "القات"، ثم ضاعت حين ارخص اهل اليمن يمنهم، وسلموا لحاهم لمن لا يحبهم ولا يرحمهم، وهذه هي النتيجة ضاع اليمن واهله، ثم احرقت مقدرات الشعب اليمني، وزاد الجهل والفقر والجوع، حتى ميناء الحديدة منفذهم الوحيد خرج من الخدمة!
نحن نتألم لما يجري في اليمن، ونتمنى لجنوبي جزيرة العرب الهدوء والسكينة، لكن المشكلة في اهل اليمن انفسهم الذين لا يريدون لبلادهم الاستقرار، أما تجار الحرب الذين يقتاتون على جراح الشعب اليمني، شماله وجنوبه، فهم اس الداء، واصل البلاء حتى أوصلوا اليمن وأهله إلى هذا الوضع التعيس.
لعل ضرب ميناء الحديدة سوف تكون نتيجته الطبيعية اغلاق باب المندب، عاجلا او اجلا، الأمر الذي سوف يهدد السلم العالمي، وخطوط التجارة الدولية، وتلك طامة كبرى، ونتيجة كارثية على اليمن واهله!
تذكروا يا اهل اليمن انه في اوج قصف قوات التحالف لليمن لم تقترب الطائرات من المواقع الحيوية، ولم تقصف شريان الاقتصاد اليمني، ولم تقصف ميناء الحديدة حرصا على اهل اليمن، وكانت كل الاهداف التي تقصف عسكرية تتبع ميليشيا "الحوثي" الانقلابية، لكن الطائرات الاسرائيلية لم تبق ولم تذر، ردا على مسيرات "الحوثي" التي اصابت شرفة شقة في احدى المدن في فلسطين المحتلة!
اصبح أمراء الحروب، ومن في معيتهم يعيشون عيشة راضية، وما تبقى من اهل اليمن اصحاب الركن اليمانيّ يحترقون مع احتراق منفذهم البحري، ولا نبالغ اذا قلنا انهم لا يجدون قوت يومهم، ومن الصعب ان تصلهم المساعدات، خصوصاً بعد احتراق الميناء، وقبله كانت المساعدات تنهب من أمراء الحرب وتجاره لتباع على اهل اليمن باضعاف ثمنها.
لم يبق لاهل اليمن قوة ولا ناصر، ولا تصلهم المساعدات، وزرعهم تحول إلى السم القاتل (القات)، فلم يعودوا يزرعون ما يأكلون، فكان الله في عونهم، هم بلا شك اخوان لنا، ويهمنا امرهم، ونحزن لحزنهم ونفرح لفرحهم.
لكن لا نستطيع ان نصل اليهم، ولا تصلهم مساعداتنا بسببهم هم، فلم يبق في أيدينا إلا الدعاء لهم.
اللهم أعد اليمن لأهله، واكفهم شر الدخلاء والغرباء...آمين.