أشهد، وكلمة الحق ينبغي ان تقال، إن وزير الاعلام عبدالرحمن المطيري، الذي اخذ حقه في المنصب الوزاري كوزير، بدأ من الصفر، وهو اليوم بعد سنوات من العمل المهني في الاعلام، قد شرب المهنة وصار احد رجالات الاعلام.
ولعلي اخمن ان الرجل لم يكتف بالجلوس على كرسي الوزارة الوثير، ويعطي اوامر لمن تحت سلطته من موظفي الاعلام، الوزير عبدالرحمن المطيري يجيد الحديت، و يجيد الاستماع، وهذا ما اثبته في لقائه الاخير.
الوزير نجح في عرض الاعلام المقبل لدولة لا تزال فتية، ليس في الاعلام، بل في الثقافة والفنون والسياحة، وكل الانشطة الترفيهية والثقافية.
عبدالرحمن المطيري يحاول، بعد تشربه لسنوات الاعلام، ان يقلب الاعلام الكويتي من مستقبل الى خاص وجدي مبتكر، يقول، وعينه على الحاضرين لندوته، لكن عقله عاد الى 51 سنة اعلام كويتي، هذا الاعلام الذي بدأ من عمارة يوسف شيرين، وبتجربة غير مسبوقة من يعقوب ومراد بهبهاني للبث الاذاعي، حيث كان هو واشقاؤه الخمسة كلهم من مغرمي وهواة اللاسلكي والاتصال الخارجي مع هواة اللاسلكي، نجح ابناء يوسف شيرين بالبث الاذاعي وانطلاق صوت الكويت الى العالم "هنا الكويت"، وبث اغان كويتية وتقديم حفلات على الهواء بمعيّة نخبة من هواة ومحبي الفن والغناء، محمود الكويتي، عواد سالم واخرين، ثم تطورت عندهم المغامرة من البث الاذاعي الى البث التلفزيوني، وتجربة الصوت والصورة.
ولعله جدير ان يسجل لابناء يوسف حسين بهبهاني (يوسف وشيرين) الفضل بجلب الاذاعة والتلفزيون للمرة الاولى الى الكويت، وفي عمر مبكر، لبلد لا يزال ينهض بخطوات بطيئة نحو العالم.
وزير الاعلام في ندوته التلفزيونية الاخيرة تحدث الى الحضور، والى متابعي القناة الكويتية عن الرؤية المستقبلية للاعلام المقبل، الذي سيواكب "رؤية الكويت 35"، وهي نقطة تحول عالمي، لا كويتي فقط، نحو التعامل مع الفضاء،لا ورق ولا القلم، انما لكل ما يتعلق وينتسب للفضاء مجرد ضغط على ازرار والبث المباشر.
ما يهمني في كل ما قاله الوزير هو القناة الاخبارية، وهي مرحلة تحول وتجربة جديدة، بل مغامرة في الاعلام الكويتي، لكنها قديمة على بعض الاعلام العالمي، وبخاصة الغربي الذي الحرية لديه كحق للانسان، ينبغي بداية ان نقول ان نرجع الفضل لوزير الاعلام الاسبق الشيخ سعود الناصر الصباح، الذي كان تواً قادماً من مراكز، ومصانع، ومطابخ الاعلام الاميركية، عاد وفي عقله يحمل صناعة اعلام كويتي يليق باسمها ونهضتها.
كانت فكرة القناة الاخبارية احدى افكاره الخلاقة، الا انها ماتت قبل ان تولد، رحم الله الشيخ سعود كان خلاقاً ومبدعاً، لكن الحاسدين و مشاكسين اغلقوا الطريق عليه في استجواب تآمري مفتعل وتافه.
ترك المرحوم الشيخ سعود الاعلام واهله وعاد الاعلام الكويتي الى اعلام استقبل وغادر.
يحاول عبدالرحمن المطيري ان يعيد التجربة، ربما بدوافع وتشجيع من اخرين، لكن ليست العبرة في تخصيص قناة خاصة بالاخبار،انما التحدي ومحتوى القناة، وباختصار هل القناة الاخبارية الكويتية ستنافس قنوات اخبارية عالمية عريقة، وهل تستطيع نقل الاخبار العالمية والعربية والمحلية بشفافية وحيادية؟
هنا التحدي يا سيدي، انت تقدم نشرات الاخبار على شاشة القناة الاولى، ونشرات الاخبار على الاذاعة، كم عدد متابعي نشرات الاخبار في التلفزيون والإذاعة؟
تجربة القنوات الاخبارية المتخصصة الحكومية فشلت في كل المحطات التلفزيونية العربية، بدءاً من الاخبارية المصرية، والاخبارية السعودية، والاخبارية الاردنية، فيما نجاح قناة "الجزيرة" الاخبارية كونها لا تنحسب على سياسة دولة، لكنها تبحر في محيط خارج المحيط العربي.
كنت اتمنى بدلاً من قناة اخبارية التي اتوقع عمرها قصيرا، لو تم افتتاح قناة خاصة لفن الغناء الكويتي، وقناة للدراما الكويتية، كان ذلك افضل، فالتلفزيون الكويتي انقطع عن تقديم اغان كويتية، وتبدو هيمنة اصحاب اللحى المباركة على الاعلام الكويتي الرسمي فرضوا نفوذهم، ومنعوا الغناء لامر في نفوسهم.
تجربة القناة الاخبارية مغامرة ستكون مثل الطفل الخديج.
كان عليك معالي الوزير قبل فكرة القناة الاخبارية تكويت الاعلام من الدخلاء، وفرقة "حسب الله"، ودمت من نجاح الى نجاح.
صحافي كويتي
[email protected]