"البشتختة"... وحقل النوخذة

مساحة للوقت

هذا الجيل بالتأكيد لا يعرف ما هي "البشتختة"، ولا يعرف مصطلحات، والكلمات والاوصاف والأصناف المستخدمة والمستعملة من أدوات الماضي الجميل، التي كانت في متناول مجتمعنا الكويتي الأصيل، من عبارات وكلمات ثقيلة يجهلها مجتمع الشباب اليوم، عدا البعض منهم الذين عادوا للبحث مخزون التراث الشعبي بكل تفاصيله، واصبحوا اليوم يقتنون متاحف من هذا التراث الثمين.

لذلك نحن اليوم نربط مصطلح "البشتختة"، هذا الصندوق الذهبي الذي اختص به "النوخذة" لحفظ اغلى وأجمل أنواع اللآلئ الثمينة، التي جنتها رحلة الغوص على اللؤلؤ في الماضي التليد والجميل.

يأتي اليوم إعلان وزارة النفط الكويتية عن اكتشافات مهمة في اعماق بحر الكويت، شرق جزيرة فيلكا، لحقول نفطية عالية الجودة، ومخزون من الغاز بكميات تجارية، بلغت اكثر من تريلون برميل مكعب، لذلك أعلنت هذه البشرى، واردفت ان الاكtتشافات الجديدة مستمرة بالمياة الاقليمية للوصول إلى نتائج ايجابية اخرى.

بالطبع بحرنا الكريم الذي من أعماقه جلب الآباء والاجداد ثروات طبيعية من اللؤلؤ، والقماش وغيرها، اليوم، بحمدالله وفضله، يفيض بكرم الله العلي القدير الرزاق الكريم، باللؤلؤ الاسود، والتبر اللامع البراق، الذي يجلب الخير والثروة الثمينة الطبيعية من النفط والغاز الطبيعي، بكميات وبكثافة عالية الجودة، والصنف النقي مثل قلوب اهل الكويت، وحكامهم الكرام.

"بشتختة" العهد الجديد والحزم بركاتها فجرت اعماق هذا البحر العظيم، وفاضت بالخير والنعيم علينا من الوهاب الكريم، لاننا شعب ووطن يستحق كل هذا التكريم من الله العلي الكريم، فالحمدلله على النعمة العظيمة التي وهبنا الله، وانعم بها علينا. هنا نقول أن "بشتختة" حقل النوخذة اغلى وأغنى من كل "بشتختات" نواخذة الغوص زمان، وعلينا أن نحافظ عليها من الضياع، واستثمارها في الاتجاه والمسار الاستثماري الصحيح لخدمتنا، وخدمة آجيالنا من بعدنا، وان نضعها بحرص في سبيل تحصين حاضرنا ومستقبلنا، ومستقبل كل الاجيال.

فهل عرفنا قيمة إطلاق المصطلحات الشعبية والتراثية في هذا الوقت لأهميتها كثروة لغوية وتراثية لاجيالنا، في الحاضر والمستقبل، حتى تبقى هذه المصطلحات حية بالذاكرة، ومتداولة بين كل الاجيال، امانة في "بشتختة" اللهجة الوطنية ومصطلحاتها، ومسمياتها الموروثة، لانها تعيش في سجل تاريخنا التليد، ولهذا الوطن الكريم بأهل وحكامه الكرماء؟

اللهم احفظ ارضنا، وبحرنا، وثرواتنا، وشعبنا وحكامنا، وعلماءنا، واجيالنا في حفظك اللهم آمين، واللهم عجل بالفرج عن رفات شهدائنا المفقودين في العراق، واعدهم لارضنا الطاهرة المباركة، يا ارحم الراحمين... والشكر والحمدلله العظيم.

كاتب كويتي

[email protected]