حوارات
تشير الحرب النفسيّة الى مجموعة من الأساليب التي يستعملها البعض في شنّ حرب ضد أعدائهم بهدف التأثير سلباً على معنوياتهم (الثقة بالنفس، والإرادة، والأولويات والأهداف)، وبقصد جعل الضحية يشعر بأشدّ اليأس تجاه إمكانية تحقيق آماله أو تطلعاته، أو ليتوقّف عن صدِّ الهجوم الموجه إليه (الاستسلام التام)، ويتم استعمال الحرب النفسيّة كأحد أدوات الحرب بين الدول في عالم اليوم بهدف اضعاف عزيمة العدو وتدميره داخليّا (نفسيّا) حتى يتوقّف عن المقاومة، ويسهل بعد ذلك التغلّب عليه.
لكن يتم أحياناً كثيرة استعمال الوسائل والأدوات والأساليب النفسيّة التدميريّة نفسها ضدّ الفرد (الإنسان العادي)، ونذكر من بعض تلك الأساليب، وكيفية مقاومتها ما يلي:
-اغتيال الشخصية: يتم تشويه سمعة الضحيّة بهدف إيذاءه اجتماعياً، عبر نشر معلومات تضليليّة عنه، وبتدمير مصداقيته عند الناس من خلال نشر معلومات كاذبة حول عدم كفاءته الشخصية أو الوظيفية، والتقليل من شأنه عند الآخرين.
-التلاعب بالعقل: يشنّ بعض السيّئين حرباً لا هوادة فيها على عقول ضحاياهم عن طريق تعمّد تشويه حقائق الحياة أمامهم، فعلى سبيل المثال، يمارس المتلاعب ما يمكن وصفه بعملية فصل الضحية عن الواقع المحيط به، إمّا بتكذيب رواياته الشخصية عن الأحداث التي مرّ بها، أو إبلاغه كذباً أنّ فلاناً من الناس قال عنه كذا وكذا، وبالاستخفاف بمشاعر الضحية واتهامه بأنّه يُضخِّم الأمور، وأنه ما كان عليه الانفعال بهذا أو بذلك الشكل تجاه تصرّف سيئ للغاية مارسه المتلاعب تجاهه، والهدف النهائي للتلاعب بالعقول هو تدمير الثقة بالنفس.
-التأثير السلبيّ على المُقرّبين للضحيّة: يسعى من يمارس حرباً نفسيّة خفيّة ضد الآخر الى تدمير علاقاته الصلبة مع المُقرّبين إليه بالغيبة فيه أمامهم، وبتأليب قلوبهم ضدّه، وبالتقوّل عليه، واختلاق تعليقات شخصية سلبية لم يقلها.
-مقاومة الحَرْب النَفْسِيّة: يتوجّب على ضحية الحرب النفسيّة الدفاع عن نفسه بكل الطرق المتاحة، وإعتبار وقوعه ضحية لذلك كنعمة خفيّة، اذ ربما يساعد ذلك في تنظيف حياته من الشخصيات السّامة المُتنكّرة (من يُصَدقون الأكاذيب عليه)، وبزيادة الوعي بالذّات، وبتعزيز تقدير الذّات، وبعيش الحاضر.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@