خبراء : تصاعد التوترات بالمنطقة والرد الانتقامي الحوثي المحتمل يشعلان الأسعار
ناجح بلال
د.عبدالله الغانم
عبدالحميد العوضي
مع تزايد المخاوف من ردة فعل الجماعة الحوثية على الغارات الإسرائيلية التي استهدفت خزانات الوقود في ميناء الحديدة اليمني والتي أدت إلى احتراق 120 ألف طن من الوقود والديزل، هناك تساؤل يطرح نفسه هل رد الحوثيين سيشعل حربا نفطية عالمية خصوصا اذا استهدف منابع نفط في المنطقة او ناقلات نفط جديدة؟
"السياسة" طرحت هذا السؤال على بعض خبراء النفط والسياسية لاستنباط ارائهم حول تأثير هذه الضربات المتوقعة على اسعار النفط، وجاءت هذه الردود متباينة بين من رشحها لبلوغ 120 دولارا او اكثر واخر رأى ان تأثيرها سيكون محدودا.
بداية يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د.عبدالله الغانم أن أسعار النفط ستشتعل بطبيعة الحال وتقفز الى حدود غير متوقعة قد تتجاوز 120 دولارا للبرميل في حالة جر الجماعة الحوثية بعض الدول المجاورة لها لأطراف الصراع خاصة وأن هذا سيلعب دورا رئيسيا في النواحي الاقتصادية، ناهيك عن النواحي الاجتماعية الأخرى.
واضاف أن النواحي الاقتصادية ليست بمنأى عن الصراع المتصاعد الاسرائيلي –الحوثي حيث إن كل جهة منهما تريد أن تكون المهيمنة ولكن ليس من مصلحة الجماعة الحوثية شن غارات أوسع على إسرائيل لأن ردة فعل اسرائيل ستكون أقوى.
ويؤيده في الرأي مسؤول نفطي فضل عدم ذكر اسمه، قائلا إن تصاعد وتيرة الصراع الحوثي الاسرائيلي من المؤكد ان تؤدي الى ارتفاع اسعار النفط وأسعار كافة المنتجات غير النفطية بشكل عام خاصة وأن أكثر من 80 % من الناقلات ستضطر الى تغيير مسارها الى رأس الرجاء الصالح بسبب تصاعد الأحداث الأخيرة والتي أدت لاحتراق 45 خزانا للوقود في ميناء الحديدة و75 ألف طن من مادة البنزين و 45 ألف طن من الديزل.
واضاف أنه في حالة قيام الجماعة الحوثية بجر أطراف اخرى الى بؤرة الصراع فهذا الوضع سيقفز بسعر النفط فوق مستوى 120 دولارا خاصة وأن المنطقة تسيطر على مجريات الصناعة النفطية العالمية.
وعلى الطرف الاخر يرى الخبير النفطي عبدالحميد العوضي أن ضرب خزانات الوقود والنفط في ميناء الحديدة اليمني لن يؤدي لارتفاع أسعار النفط خاصة وأن حرب روسيا واوكرانيا لم تؤثر على أسعار النفط فضلا عن حرب إسرائيل على غزة والتي مازالت مستمرة منذ عدة أشهر لم تؤثر كذلك على أسعار النفط، كما أن استهداف الجماعة الحوثية لناقلات النفط لم يؤثر فضلا عن أن باب المندب سبق وأن أغلق لفترة وكذلك لم تهتز أسعار النفط.
واضاف أن الوضع على خارطة النفط العالمي ضعيف ولذا فضرب خزانات الوقود بها سيكون ذا تأثير محدود.
وأوضح أن الجماعة الحوثية في حال استهدافها اسرائيل والسفن المتجهة اليها ستقابل برد انتقامي، فقد تقوم الطائرات الاسرائيلية باستهدافها مرة اخرى او ربما تضاعف الانتقام على الجماعة فقط.
ولفت العوضي إلى أن ارتفاع اسعار النفط في الوقت الراهن ليس له علاقة بالعرض والطلب فقط بل هناك دواع سياسية تدخل في تلك المعادلة.