سدد وقارب

زين وشين

عَنْ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنه قال: "قَالَ رسولُ اللهِ (صلَّى اللهُ عليه وسلَّم): قارِبُوا وسَدِّدوا، واعلَموا أنَّه لنْ يَنْجوَ أحدٌ منكم بعَملِهِ.

قالوا: ولا أنت يا رسولَ اللهِ؟

قال: ولا أنا، إلَّا أنْ يَتغَمَّدني اللهُ برحمةٍ منه وفضلٍ". (رواه مسلم).

نسوق هذا الحديث اهداء إلى امام مسجد الغانم والخرافي، هذا الصرح الإسلامي الكبير الذي يصلى فيه على الجنائز قبل دفنها!

هناك مبالغة بتأخير الإقامة، ثم الصلاة على الجنائز، خصوصا بعد ان اصبح الدفن بعد العشاء، والعشاء يتأخر فلا يخرج المعزي من مقبرة صليبيخات إلا والساعة تقترب من الحادية عشرة، يعني ان "السهرة في المقبرة"، وهذا الأمر شاق على المعزين والمصلين في الوقت نفسه، ولن يضار الإمام بشيء إذا استعجل بالصلاة، وخفف على الناس و"المقاربة": القصْدُ الذي لا غُلوَّ فيه ولا تقصير.

و"السَّداد": الاستقامةُ والإصابة، وفي حديث آخر يقول الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم): "أيكم أم الناس فليخفف فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف، وذا الحاجة وإذا صلى لنفسه فليطول ما شاء"، اماً الكلام عن انتظار المصلين يكتملون فهو كلام مأخوذ خيره، فمن يهمه حضور الجنازة فإنه يبكر بالحضور، حتى قبل الصلاة، وكل ما نرجوه من الوزارة (المختطفة) ان تراعي ظروف الناس، وتوصي الإمام بالاستعجال، خصوصا ان الغالبية اصبح عزاؤهم في المقبرة فقط، فهل يعجب امام المسجد هذا الزحام الشديد، وسيارات المعزين والـ"هرنات"، وتوقف الخط السريع، خصوصا حين تكون الجنائز كثيرة، قبلنا مرغمين "بدعة" سلام النظر، فهل نحن مرغمون على السهرة في المقبرة؟

ونذكر اخيرا بالحديث الصحيح عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) الذي يقول: ثلاثة لا ترتفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبراً: أحدهم رجل أمّ قوماً وهم له كارهون.

ونذكر كذلك ان النبي (صلى الله عليه وسلم) أخبر عن سورة الإخلاص أنها تعدل ثلث القرآن، من كررها ثلاثًا كان بمثابة من ختم القرآن الكريم.

نسأل الله ان يغفر لأحيائنا، وأمواتنا، ويحفظ بلدنا وأميرنا، وولي عهده من كل شر ومكروه...آمين.