الخميس 05 يونيو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 د. حمود الحطاب
كل الآراء

آيات تقمع الكذب والكفر والشرك

Time
الثلاثاء 23 يوليو 2024
View
70
د. حمود الحطاب
شفافيات

القرآن الكريم دين العقل والحجة والبرهان؛ والجدال بالتي هي أحسن، هي الالية التي يدعو القرآن لركوبها لمناقشة قضايا الشرك بالله، والكفر، والكذب على الله.

وهذه نماذج من الآيات التي تسقط كل المذاهب الباطلة، وتقمع الكفر والشرك، والكذب من اي كان من الاتجاهات، والمذاهب، والطرق التي يزعمون أنها دين وعبادة وتقرب الى الله.

فالذين يعبدون بدعاء الاموات عندها ان يستجيبوا لهم، ويحققوا لهم تطلعاتهم وأمانيهم، وهذا منتشر عند المسلمين وعند غيرهم أيضا، ودعاء الاموات والاستعانة بهم شرك بالله، وجهل وقلة عقل، وتخريف تدفعه هذه الآية الكريمة من سورة فاطر، قال الله تعالى: "يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ"(13).

فقد بين الله سبحانه من المستحق بعبادة الدعاء اهم الاصنام، أم الملائكة والجن وغير ذلك، ام الله الذي يدخل الليل في النهار، ويدخل النهار في الليل، فلا يقدر أحد من المذكورين ولا غيرهم عليه؛ وهو الذي خلق الشمس وخلق القمر؛ وكذلك سخرهما للحياة وللانسان، فلا يقدر أحد من الاموات على ذلك، ولا تقدر عليه الملائكة، ولا عباد الله الصالحون من الاحياء والاموات، ولا الانبياء ولا الرسل، فالمستحق لعبادة الدعاء هو الله الذي خلق كل هذا، وكذلك سخره.

وكل هذه المخلوقات تسبح في الفضاء لغاية معلومة لها، وخطة دقيقة لها لاتتجاوزها قيد انملة، ولو تجاوزتها لاضطرب الكون، ولتصادمت الافلاك مع بعضها، فهي في مقرر خالقها، تسير وفق نظام الله، وتسير ايضا لنهاية معلومة لها، وهي تنتهي بنهاية الكون يوم القيامة، حيث يجمعهما الله مع بعضهما "وجمع الشمس والقمر"؛ فهو ينهيهما ولا يقدر على ذلك الاموات الذين تدعونهم من دون الله ولا الملائكة الذي تعبدونهم، ولا الاصنام، ولا اي كائن، فالله وحده الخالق لها والمدبر لقوانينها، والذي يتحكم فيها يبقيها ويزيلها.

وهو المستحق وحده لعبادة الدعاء، وكل عبادة وطلب الحاجة منه وحده، وليس هؤلاء الذين هم دون الله في كل قدراتهم المحدودة.

ويؤكد سبحانه ان هؤلاء الذين تعبدونهم من دون الله، وتشركون بالله بالاستعانة بهم، والاستغاثة بهم لا يملكون من قطمير؛ والقطمير هو الخيط الرفيع في نواة التمر، والذي لا أهمية له ولاقيمة له؛ فإن تدعوهم لا يسمعون دعاءكم، وعلى فرضية جدلية انهم سمعوا دعاءكم، فلن يستطيعوا بحال ان يحققوا لكم شيئا لانهم دون الله؛ واكثر من هذا فالذين تتوجهون لهم بالدعاء دون الله سيقابلونكم يوم القيامة وسيكفرون بشرككم، ولا يستطيع أحد أن ينبئك غير الخبير الذي هو الله سبحانه وتعالى.

وفي المقالة المقبلة، إن شاء الله، سنتحدث عن آية في قمع الكذب لمدعي الشرك أنهم يقربونهم الى الله زلفى، حين ينفون انهم يعبدونهم شركا كما يزعمون.

 كاتب كويتي

آخر الأخبار