التَحيّزات المعرفية: لا تَكُنْ عَدُوا لنفسك

تشير التحيّزات المعرفية الى ما يتكوّن في شخصية الإنسان من صفات فكريّة سلبيّة، كحصيلة لبعض تجاربه الحياتية السلبيّة، وهي الركائز التي يستند اليها طبعه الشخصيّ الخاصّ به، لا سيما ما سيستعمله من طرق تفكير معينة يُفضّلها عن غيرها. وتنشأ التحيّزات المعرفية عندما ينحرف تفكير الفرد عن جادّة الصّواب العقلانيّ، وبخاصّة ما يؤدي الى التشوّه الإدراكي الذاتيّ تجاه النفس، وتجاه ما يوجد ويحدث في العالم الخارجي. وربما تؤدي التحيّزات المعرفية السلبيّة الى زيادة الشعور بالقلق والارتباك والاضطراب النفسيّ أثناء التعامل مع العالم الخارجي، ويصبح خلالها المرء عدوا لنفسه.

ونذكر من أخطرها على الحياة الشخصيّة ما يلي:

-التسرّع في الاستدلال الفكريّ والحكم المتسرّع على الآخرين: يندفع ويتسرّع البعض في الوصول الى استدلالاتهم الفكريّة، لا سيما عن الأشخاص الآخرين، بلا أن يكونوا ملمِّين بكامل الحقائق عنهم، وينتج عن هذا القفز الى الاستنتاجات وإصدار الأحكام النهائية كثير من الأخطاء الشخصية بسبب الانغماس في تحيّزات فكريّة ضيّقة للغاية.

-التفكير الكارثيّ: التفكير بأسوأ النتائج بلا وجود دلائل منطقيّة تؤكد احتمال صحّتها، وتخيّل حدوث سيناريوهات حياتية كارثية، مما يؤدي الى الإصابة بالرِّهاب وبالإكتئاب، ويقود الى تعطيل مسيرة الحياة الشخصية.

الشًّخْصَنَة: وهي تشير الى إضفاء طابع شخصيّ سلبي على كل ما يتعرّض له الفرد في حياته الخاصة والعامة، ويشعر فيه أنّه هو شخصيّا المُستَهدف من كلام، وتصرّفات من هم حوله، بينما هم لا يقصدونه لا من قريب ولا من بعيد.

- التقليل من حجم وتأثير الأخطاء الشخصية: يقلِّل بعض الأفراد من حجم وتأثير أخطائهم تجاه الناس، لعدم إدراكهم الكامل للتأثيرات الفعلية لكلامهم وتصرّفاتهم الأنانيّة على من هم حولهم، وذلك بسبب ضعف تعاطفهم.

- التفكير المتطرف:هو نوع من التفكير المتحيّز المُطلق (كل شيء أو لا شيء)، فأمّا أن يحصل المرء على كل شيء، وينجح بامتياز على كل الأصعدة، أو أنه سيشعر أنه لم يحقّق شيئًا!

- تَحَجُّر الفِكْر: رفض تغيير الوضع الشخصيّ السلبيّ القائم لضعف الوعي بالذّات، ولرفض مسايرة التطوّر الطبيعي.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@