مشهد من فيلم الأيدي الناعمة
قدمت كوكبة من الأفلام التي مازالت تعيش في ذاكرة الجمهور
السينما ذاكرة الشعوب.. فعلاً الشريط السينمائي حينما يمر عليه 50 عامًا وأكثر يصبح مثل الأثر لأنه يرصد لنا ظواهر اجتماعية وسياسية واقتصادية ونعرف من خلاله شكل العمران ولغة البشر وغيرها من الأشياء، فالسينما ستظل هي الأرشيف للأحداث الكبرى، ونحتفل اليوم بذكرى ثورة يوليو عام 1952.
" أنت من الأحرار يا علي".. كلما تأتي ذكرى ثورة يوليو أو أي فيلم عنها أو حديث دائر ومناقشة بين أصدقاء أتذكر دائما هذه الجملة، فهي جملة عبقرية، تلخص فلسفة وفكر الثورة وأهدافها التي قامت من أجلها وهي حرية الشعب.
وقدمت السينما الكثير من الأعمال عن ذلك الحدث الذي غير مصر وخريطة العالم آنذاك وكان للسينما المصرية دور عظيم في مباركة الثورة من خلال رصدها وتوثيقها وذلك حينما خلدتها بمجموعة من الأفلام المتميزة، ويأتي فيلم "رد قلبي" لمريم فخر الدين وشكري سرحان وأحمد مظهر على قائمة الأفلام التي رصدت النتاج الاجتماعي للثورة على أسرة مصرية فقيرة وبسيطة، فهذا الفيلم اعتبره أيقونة من أيقونات ثورة يوليو لأنه تناول معاناة الشعب المصري قبل الثورة من خلال قصة حب الأميرة "إنجي" ابنة الباشا لابن الفلاح البسيط "علي"، والذي يصبح ضابطا في الجيش وتمر الأيام حتى تندلع الثورة وبعد ذلك يتمكنان من الزواج، وقد تم تصنيف الفيلم في المركز الثالث عشر ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية في استفتاء النقاد عام 1996 في احتفالية مئوية السينما المصرية.
وهناك أفلام أخرى كثيرة منها: فيلم "الباب المفتوح" لفاتن حمامة وفيلم "بورسعيد" لفريد شوقي وهدى سلطان و فيلم "الأيدي الناعمة" لأحمد مظهر وصباح وصلاح ذو الفقار، وفيلم "الحقيقة العارية" لماجدة ومن ناحية أخرى، أنتجت السينما أفلاما أخرى لمهاجمة العصر الملكي وسلبياته وإخفاقاته مثل أفلام: غروب وشروق، القاهرة 30، بداية ونهاية، في بيتنا رجل، وعبرت تلك الأفلام عن حقبة تاريخية هامة في تاريخ مصر وهي الملكية. ومن الأفلام أيضا فيلم "الله معنا" لعماد حمدي وفاتن حمامة، فقد تناول الحدث، وكان من إرهاصات الثورة وهو عن قصة الأديب الكبير إحسان عبد القدوس، وإخراج أحمد بدرخان وشارك في بطولته أيضا محمود المليجي، ماجدة، شكري سرحان، وحسين رياض والفيلم كان يتناول ذهاب الضباط للمشاركة في حرب فلسطين ثم إصابتهم ما أدى إلى غضب بين رجال الجيش، ويتكون تنظيم الضباط الأحرار لكي ينتقموا للوطن وتنتهي الأحداث بالإطاحة بملك البلاد وتولي الجيش مقاليد الحكم.