زين وشين
أكثر من اتصال وردني على مدى اليومين الماضيين من اخوة أعزاء يسألونني لسبب أو آخر من هو هيف ابن حسن الحجرف؟
والتاريخ لا يمكن لأي من كان ان يزوِّره، أو يقول غير الحق، فالظلم ظلمات، وشهادة التاريخ مكتوبة، ومن يتحدث بغير الصدق سوف يجد من يكذبه على رؤوس الأشهاد في يوم من الأيام، وبأي صورة من الصور!
ولمن يجهل التاريخ نقول: نحن نتحدث عن فارس مغوار من فرسان الكويت الحبيبة، وشخصية مهمة من شخصيات هذا البلد، الذين قامت الكويت على أكتافهم.
الأمير هيف بن حسن، رحمه الله، توفي في عهد الشيخ صباح السالم عن عمر ناهز المئة عام تقريبا، وقد عمّر طويلا، لكنه فقد بصره في آخر أيامه، ولم يعد يخرج من البيت، إلا ان جدي مزعل كان يدخل عنده داخل البيت، ويجلس معه نظرا للصداقة الكبيرة بين الشيخين والعهد القديم بينهما، حين كانت الأخوة مقدسة بين الناس!
هيف بن حسن هو أمير البادية منذ عهد المغفور له المؤسس الشيخ مبارك الصباح، حتى عهد الشيخ صباح السالم، رحمهما الله، وكان بينه وبين الشيخ مبارك صداقة شخصية قبل ان يستلم الشيخ مبارك حكم الكويت، حين كان مسؤولا عن شؤون البادية.
العم هيف بن حسن الحجرف، رحمه الله، كان من فرسان الكويت المحسوبين باسلا من بواسل جيش مبارك الصباح، ومن جاء بعده شارك في كل حروب دولة الكويت، من دون استثناء مشاركة فاعلة، فقد كان، رحمه الله، شجاعاً مقداماً لايهاب الموت.
وآخر ما كان بالواجب في أزمة "قاسم العراق"، فقد كان جندياً مقاتلاً رابط في القصر الأحمر بكامل سلاحه، رغم انه بلغ من الكبر عتياً، ولم يرده كبر سنه عن الواجب الوطني!
من اشهر أنجاله المرحوم العم مبارك بن هيف، وكان عضوا في اول لجنة تحقيق للجنسية في بداية ستينيات القرن الماضي، وتوقيعه معتمد، ونجله العم المرحوم فلاح بن هيف الملقب "الطوب" نظراً لقوّته بالحق، وقوة نفوذه وتأثيره، وقد ساهم مساهمة فاعلة في حفظ حدود دولة الكويت.
المرحوم هيف بن حسن له لقاء تلفزيوني في برنامج "صفحات من تاريخ الكويت" تحدث فيه عن تاريخ الكويت، لكن بعد تقدمه بالسن.
هذا قليل من كثير، ولو أسهبت في تاريخ هذا الرجل العظيم لما كفاني المقال، لكن هذا باختصار شديد جوابي لكل الاسئلة التي وردتني في اليومين الماضيين عن أمير البادية هيف بن حسن الحجرف، رحمه الله رحمة واسعة وغفر له...آمين.