الأحد 08 سبتمبر 2024
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
حكمة العرب ودهاؤهم في عبدالله يرث وعبدالله لا يرث
play icon
الأخيرة

حكمة العرب ودهاؤهم في عبدالله يرث وعبدالله لا يرث

Time
الأربعاء 24 يوليو 2024
View
2080
أحمد الجارالله
حديث الأفق
  • من الأخوة الثلاثة مَن ليس له حق في الميراث؟
  • سأل القاضي أحدهم: كيف علمت أن الخادمة حامل؟
  • ...وقال: لا يعرف ابن الحرام إلا ابن الحرام
  • وصفوا الجمل ولم يروه فاتهمهم صاحبه بسرقته!

يحكى أن رجلاً حكيماً كان لديه ثلاثة أبناء، وقد أسماهم جميعاً الاسم نفسه "عبد الله" لحكمة أسرّها في نفسه، ولا يعلمها إلا الله.

عندما حان أجله، ترك خلفه ثروة كبيرة ووصية، وعندما فتحها الأبناء لم يجدوا فيها سوى هذه العبارة "عبدالله يرث، عبدالله لا يرث، عبدالله يرث"، فكانت الكلمات مبهمة لا يعلم أحد معناها، فمن هو عبدالله الذي يرث، ومن هو الذي يحرم من الميراث؟

نصحهم أحد الصالحين في القرية بأن يلجأوا الى القاضي لما عرف عنه من الحكمة والفطنة، ولكنه يعيش في قرية بعيدة عن قريتهم، فذهب الإخوة لعلهم يجدون الإجابة الشافية عنده.

في الطريق وجد الثلاثة رجلاً في حيرة من أمره، يبحث هنا وهناك عن شيء ضائع، ووجه لهم السؤال: هل رأيتم جملاً هارباً؟

فسأله الأول: هل الجمل أعور؟

أجاب الرجل: نعم. وسأل الثاني: هل الجمل أقطب؟ فأجاب الرجل: نعم.

فسأل الثالث: هل هو أعرج؟

أجاب الرجل: نعم.

فسألهم الرجل مرة ثانية: هل رأيتموه؟

أجابوا: لا.. فاستشاط الرجل غضباً، كيف تعرفون أوصافه جميعها ولم تروه، إنكم لصوص، فأجابوه لم نسرقه، ونحن ذاهبون إلى القاضي، فتعال معنا وقدم شكوتك له، فوافق الرجل، وسار معهم.

وصل ثلاثتهم إلى القاضي، ومعهم صاحب الجمل، وعرضوا شكواهم عليه، فما كان منه إلا أن قال لهم: إن طول الرحلة قد أصابتكم بالتعب والراحة واجبة، وأمر بأن يقدم لهم الطعام جميعاً.

بعد أن جلسوا لتناول الطعام، كان القاضي قد أوصى خادمه بمراقبتهم، والإنصات لكل كلمة تخرج منهم.

وكانت الخادمة التي أعدت الطعام حاملا، فقال الثاني: إن ما نتناوله ليس لحم غنم، بل هو لحم كلب، وقال الثالث: القاضي هو ابن زنا.

سمع الخادم هذه الكلمات ونقلها إلى سيده، الذي سار يبحث عن كل جملة فيها، ذهب القاضي إلى الخادمة التي أعدت الطعام، وسألها هل أنت حامل؟ أجابت: نعم، ثم ذهب إلى الجزار وسأله؟ ماذا ذبحت على الطعام؟

فأجاب: غنم، فقال له القاضي: لا، فاعترف الجزار بأن المذبوح هو كلب وجده في الطريق، لأنه لم يجد أي غنم ليذبحه.

إلا أن الخادم لم يقل كلام الأخير للقاضي، فسأله القاضي ما هو كلام الأخير، فارتبك، إلا أن القاضي هدده بالحبس إن لم ينطق، فأجابه الخادم، قال الثالث: "إن القاضي ابن زنا".

فذهب القاضي مسرعاً إلى أمه التي أنكرت، ومع إصراره اعترفت بأنه ابن حرام فعلاً.

بعدها عاد القاضي الى منزله وجمع الأخوة الثلاثة وصاحب الجمل المسروق، وبدأ في إلقاء الأسئلة عليهم واحداً تلو الآخر لمعرفة من سرق الجمل؟

فقال للأول: كيف عرفت أن الجمل أعور؟

أجاب: رأيت مكان سير الجمل، وأنه يأكل من اتجاه واحد، أي أنه لا يرى الجانب الآخر، فعلمت أنه أعور. وسأل الثاني: كيف عرفت أنه أقطب (أي مقطوع الذيل)؟

أجاب: إن من عادة الجمال أثناء إخراج الفضلات تحريك الذيل يميناً ويساراً ما ينتج عنه تناثر الفضلات، إلا أنه رأى فضلاته مجمعة في مكان واحد، فعلمت أنه أقطب. وسأل الثالث: كيف عرفت أنه أعرج؟

قال: من خلال الآثار الموجودة على الرمال، فعلمت أن أحد قوائمه فيها عطب.

وهنا حكم القاضي أنهم لم يسرقوا الجمل، وعلى صاحبه أن يبحث عن جمله أو عن سارقه، وبالفعل انصرف الرجل.

لكن القاضي أبقى عليهم ليعرف منهم الإجابات عن الأسئلة التالية، فسأل الأول: كيف عرفت أن الخادمة حامل؟

قال: إن الخبز المقدم إليهم كان سميكاً من اتجاه ورفيعاً من الآخر، نتيجة لعدم التحكم من فرده، ولا يكون ذلك إلا من حامل.

وسأل الثاني: كيف عرفت أن المذبوح كلب، وليس غنماً؟

أجاب: إن لحم الإبل والغنم والبقر تكون عبارة عن (عظم – لحم – شحم)، إلا الكلب يكون (عظم – شحم – لحم).

وسأل الثالث: كيف عرفت أنني ابن حرام؟

قال: لأنك أرسلت من يتجسس علينا، ولا يفعل ذلك إلا ابن الحرام.

فأجاب القاضي: ولا يعرف ابن الحرام إلا ابن الحرام، لذلك أنت عبدالله المحروم من الميراث لأنك ابن حرام.

وفعلاً عندما عاد الثلاثة الى القرية، ذهب الثلاثة الى أمهم، وبعد إلحاح اعترفت بأن الثالث أتى به والدهم من أمام باب المسجد، ورباه وأسماه عبدالله.

هذه من بعض حكمة ودهاء العرب قديماً.

نكشات
  • الذي يحبك هو من يحمل همك، ويسأل عنك، ولا يمل منك، ويغفر لك زلاتك.
  • وزير الكهرباء الى اليابان مع سبعة مرافقين، ودرجة الحرارة في الكويت تصل في الظل الى 52 درجة مئوية.
  • بطون الكتب مليئة بالقصص والحكايات، وبعضها يصلح لهذا الزمن، وبعضها يصلح لزمن مقبل.
  • هذه الحياة مستمرة سواء ضحكت أم بكيت، فلا تحمل نفسك هموماً، لن تستفيد منها، فالقلق لا يمنع ألم الغد، لكنه يسرق منك متعة اليوم.
  • في علم الزمن لا تؤخر عمل اليوم الى الغد، لكننا نؤخر عمل اليوم والأمس، وأول من أمس الى بعد الغد، وليس الى الغد.
  • قالوا هذا الزمن الأغبر، ففيه تعرض الأحذية فوق رفوف زجاجية، وفي محال مكيفة، فيما الكتب تباع على الأرصفة، نهتم بأقدامنا وليس بعقولنا.

آخر الأخبار