الأحد 08 سبتمبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 عبدالرحمن الحوطي
كل الآراء

سمو ولي العهد وحلم استعادة الريادة الديبلوماسية

Time
الخميس 25 يوليو 2024
View
60
عبدالرحمن الحوطي

لطالما كانت الديبلوماسية الكويتية مرجعاً مهماً لكثير من دول العالم، تنهل من مبادئها وأيديولوجيات سياستها، التي أسسها عميد الديبلوماسية العالمية، قائد العمل الإنساني، أميرنا الراحل سمو الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه.

تلك الديبلوماسية التي نجحت الكويت من خلالها في اكتساب ثقل ومكانة في الأوساط الدولية، لم تستطع دولة أخرى، حتى الآن، في مثل ظروفها السياسية ومساحتها الجغرافية في الوصول إليها.

وبعد وفاة سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، ونظراً للظروف السياسية الداخلية، وحالات التأزيم، والشد والجذب الحاصل، آنذاك، تراجعت الكويت، وتخلت طواعية عن مكانتها ودورها الرائد.

وفي ظل كل تلك المعطيات والظروف، صنع سمو أمير البلاد طريقاً جديداً لاستعادة الأمجاد الديبلوماسية باختيار سمو الشيخ صباح الخالد وليا للعهد، ليعيد الأمل في عودة الكويت الى مكانتها الديبلوماسية الرائدة على مدار عقود.

فسمو ولي العهد هو الوريث الشرعي لمدرسة صباح الأحمد الديبلوماسية، والأجدر بقيادتها واستعادة النجاح المذهل الذي تحقق على يد الأستاذ والعميد للسلك الديبلوماسي العالمي، طيب الله ثراه.

ومن يطالع مسيرة سمو ولي العهد والمناصب التي تقلدها يجد أن الجزء الأكبر منها كان في العمل الديبلوماسي بدءاً من عام 1978، بدرجة ملحق ديبلوماسي، وصولا إلى توليه منصب وزير الخارجية خلال الفترة من 2011، وحتى توليه رئاسة مجلس الوزراء في 2019، لتتجاوز الفترة التي قضاها في العمل الديبلوماسي ما يزيد عن ثلاثة عقود.

تاريخ طويل من العمل الديبلوماسي لسمو الشيخ صباح الخالد ادى خلاله دوراً حيوياً في تعزيز مكانة الكويت على الساحة الدولية من خلال جهوده الحثيثة والمميزة، في مختلف المجالات الديبلوماسية،ما أهله ليكون واحداً من أبرز الشخصيات الديبلوماسية في العالم العربي، فكان خير خلف لخير سلف.

فقد كان سمو الشيخ صباح الخالد ركيزة أساسية لنجاح سياسة الكويت الخارجية في عهد سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، اذ كان محل ثقة سموه في العديد من الملفات الحيوية، التي كرست الكويت جهودها فيها، ومنها تعزيز روح التعاون والتفاهم بين دول الخليج العربي، وتخفيف التوترات التي كانت موجودة في المحيط الإقليمي والدولي.

ولا تخفى على أحد جهود الشيخ صباح الخالد في توطيد العلاقات الدولية، خلال فترات توليه الحقيبة الخارجية، ونجاحه بما يمتلك من مؤهلات شخصية، وخبرات عملية في تأصيل صورة الكويت الذهنية، كدولة محبة للسلام، صديقة للجميع، تجدها دائما في طليعة العمل الإنساني لدعم اللاجئين والمحتاجين في مختلف أنحاء العالم.

ولقد كان لعضوية الكويت في مجلس الأمن الدولي، ورئاستها له، وما تخلل ذلك من نشاط كبير للخارجية الكويتية تحت قيادة سموه خير ختام لمسيرته في العمل الديبلوماسي، قبل ان يتولى رئاسة مجلس الوزراء.

قدمت الكويت خلال تلك الفترة اقتراحات مؤثرة، وقادت العديد من المبادرات الناجحة لإنهاء النزاعات المسلحة، وحماية السلم والأمن في المحيطين العربي والدولي، فضلا عما اجتهدت لإقراره لإرساء مبادئ العدالة والشفافية، وتبني القضايا العربية العادلة في هذا المحفل الدولي المهم، ما أهلها لترك بصمة خليجية عربية - إسلامية كانت محط إعجاب وتقدير من جميع دول العالم، خلال تلك الفترة.

ما سبق كان لمحة موجزة من إرث ديبلوماسي كبير وتاريخ عريق لسياسة خارجية ادت دوراً محورياً في وجود الدولة واستقرارها، والتي كان سمو ولي العهد أحد فرسانها وقياداتها. واثقين بإذن الله أن يظل هذا الإرث ممتداً بسموه في ظل التوجيهات، والرؤية السديدة لسمو أمير البلاد، حفظه الله.

محام وكاتب كويتي

آخر الأخبار