الجمعة 18 أكتوبر 2024
29°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 د. حمود الحطاب
كل الآراء

لن يقرِّبوكم إلى الله زلفى

Time
الخميس 25 يوليو 2024
View
40
د. حمود الحطاب
شفافيات

قضية الشرك بالله ليست قضية دينية بحتة؛ بل هي قضية مرتبطة بقوانين العقل، والمنطق، والجانب الحضاري التنموي الانساني فكيف ذلك؟

الحضارة الانسانية، المدنية والعقلانية،قطعت اشواطاً بعيدة في التنمية العلمية والحضارية ارتقى فيها الفكر الانساني الى ادراك الكثير من القضايا العلمية، ما ادى الى ضمور الجانب الخرافي في الفكر الانساني؛ فلقد ادركت الحضارة العلمية قوانين الله الخالق في انزال المطر، وحركة الرياح، وطبيعة البحار والانهار، فلم تعد تؤمن أن هناك الهة للمطر واخرى للبحار، وآلهة للجمال والهة للجدب والخصب.

وليس هذا كل شيء كادت الحضارة البشرية أن تتخلص من خرافاته؛ ولو اتبعت الحضارة الانسانية دعوات الانبياء الى توحيد الله ونبذ الشرك، لقطعت مشوار العلمية في ايام معدودات، بدلا من الاف السنين.

هكذا بعض القضايا المرتبطة بالشرك بالله سبحانه وتعالى، التي تمارسها اعداد غير قليلة من البشر الذين انتكسوا الى الشرك والوثنية، وعبادة البشر؛ "والذين اتخذوا من دونه أولياء؛ ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى؛ إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون؛ إن الله لايهدي من هو كاذب كفار"(من سورة الزمر).

فما تزال البشرية تئن تحت وطأة مثل هذه الدعاوى التي تحتقر الانسان والانسانية، وتحتقر العقل البشري وتهين الجانب الحضاري في الانسان، وتنحو به الى الجهالة، والكذب، والكفر بالله الواحد الاحد، الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.

فأي تخلف في الفكر البشري ادنى من هذا التفكير الذي يزعم أن التوجه الى القبور بهدف ان يقوم أصحاب القبور بتقريب من يدعوهم الى الله زلفاً، وهل كانوا يملكون وهم في قبورهم من قطمير حتى يملكوا قدرة تقريب امثالهم من البشر الى الله زلفا؟

وحتى هذه القطميرة لايملكونها؛ ولست ادري والى متى ستظل بعض البشرية تنقاد للهوى والضعف الفكري والثقافي، ومن سينقذها من كل هذا.

وفي المقالة المقبلة إن شاء الله سأكتب عن شرك الشفاعة، فتابعونا من فضلكم.

كاتب كويتي

آخر الأخبار