الصَّدِيق المُزَيَّف عَدُوٌّ مُسْتَتِر

حوارات

الصَّدِيق المُزَيَّف هو الشخص الذي يتقنع بقناع الصديق الصَّادِق في الرَّخاء، الذي سينقلب الى عدو شديد الخصومة إذا أجدبت الأرض، واشتدّت قسوة الدّهر على صديقه.

ومن بعض الظَّوَاهِر المُبَكِّرة الدَّالَّة على "الصَّدِيق" المُزَيَّف، وكيفية حماية النفس من غدره وخيانته المتوقّعة، نذكر ما يلي:

- الظَّوَاهِرِ المُبَكِّرة الدَّالَّة على زيف "الصَّدِيق": تبرز في شخصية الصّديق المُزَيَّف نماذج، وأشكال سلوكيّة متكرِّرة تثير الشكّ حول صدق علاقته مع الطرف الآخر، ومنها على سبيل المثال غموض التزامه الأخلاقي بمتطلّبات الصداقة الحقيقية، مثل الثقة المتبادلة، والوفاء، والأمانة، والشفافية المناسبة بين الأصدقاء.

ويميل الصَّديق المُزَيَّف الى مشاركة صديقه في أفراحه، لكنه ربما يغيب بشكل مفاجئ وغامض عندما يقع الصَّديق في ظروف صعبة، ربما يحتاج فيها فقط الى الدعم المعنويّ، ويتعذّر الصَّديق المُزَيَّف بحجج واهية لتبرير غيابه المفاجئ، وربما يغيب بعض الأحيان لمدد طويلة بلا أن يكترث باطلاع صديقه المزعوم على سبب غيابه.

ويتوقّع منه بعد ذلك ألاّ يشكّ بأعذاره المشكوك بصدقها، وهو صديق مزيّف أيضا بسبب عدم التزامه الكامل بمسؤوليات وبواجبات الصّداقة، فهو صديقك وليس بصديقك في الوقت نفسه، وتكوّن شعور غريزي غير مريح تجاهه في العقل الباطن للضحيّة. لكن لا يستطيع المخدوع به وضع اصبعه على ما يُسبِّب عدم ارتياحه، وربما ستبدأ علاقة الصّداقة مع الصَّدِيق المُزَيَّف بشكل متسارع، فهو يُظهر لك نفسه وكأنه صديقك الصّدوق الذي كنت تبحث عنه طوال هذه السنوات، وذلك لأنه يستعمل أسلوب المحاكاة معك (محاكاة كلام وتصرّفات الصّديق لفترة معينة)، لكي يحصل على ثقتك التّامة به، وربما يُبلغ ضحيّته مباشرة أنّ أرواحهما متآلفة وفقاً لفطرتها، هذا إذا لم تكن شخصياتهما توأمين في جسدين مختلفين!

-حماية النفس من الصَّدِيق المُزَيَّف: يجدر بالعاقل التعرّف مُبكِّرا على من يدّعي صداقته وهو كاذِب، وألاّ يصادق المتمادي في خصوماته الشخصية، ومن يجهر بالمعصية، ومن يُنقِّب عن مساوئ الناس، والواقع في أعراضهم، وأن يتلافى تقوية العلاقة مع صديق الفجأة، وأن يعرف الفروق الشاسعة بين المعارف وبين الأصدقاء الحقيقيّين.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@