الأربعاء 02 يوليو 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 د.خالد الجنفاوي
كل الآراء

الشُّعُور بالاستحقاقية العَالِيَة

Time
السبت 27 يوليو 2024
View
260
د.خالد الجنفاوي
حوارات

يشير مصطلح الاستحقاقية، في هذه المقالة، الى اعتقاد الشخص أنّه مؤهّل بالفطرة، أو بسبب اعتقاده الذي يتولّد في عقله المشوش، للحصول مجاناً على ما يحصل عليه الأفراد العاديّون، بعد بذلهم الجهود وتقديمهم للتضحيات الضروريّة، لتحقيق النجاح في حياتهم.

ومن يعاني من هذه الحالة الفكريّة السلبيّة (الشعور بالاستحقاقية العالية)، يعتقد أنّ المجتمع، وكل أعضائه، يجب عليهم تقديم كل ما يحتاجه على أطباق من ذهب، بلا أن يبذل جهداً ذاتياً مناسباً.

ويظنّ هؤلاء الأفراد، غير الناضجين نفسياً، أنه واجبٌ على الناس الآخرين والمجتمع، وربما الكون بأكمله، أن يعترفوا بأهميتهم وبتميّزهم المتخيّل، وأن يمنحوهم، بلا أي مقابل، ما يعتقدون أنها حقوقهم الثابتة (التقدير-التميّز-الاحترام المُفرِط- استحقاقية الحصول على أفضل الأشياء والخدمات المجانية). ومن أعراض وأسباب الإصابة بهذه الحالة الفكريّة والنفسيّة التي تنتج من عقل خديج (الشعور بالاستحقاقية العالية)، نذكر ما يلي:

-أعراض الشعور بذلك: يظهر على المصاب بحالة الاستحقاقية العالية تصرّفات غير ناضجة نفسياً مثل اتكاله المُفرِط على من هم حوله، إمّا لتدبير شؤون حياته، أو للتكفّل بتحقيق آماله وتطلّعاته الحياتية ظناً منه أنهم يدينون له بذلك، لا سيما إذا كانوا أولياء أمره.

ويميل هذا النفر البالغ عمرياً الى التصرّف بشكل صبياني مشاكِس (العناد وثورات الغضب الطفولية المفاجئة)، ويماطلون في الإيفاء بواجباتهم ومسؤولياتهم تجاه أنفسهم.

ويسرفون في صرف أموال أتتهم بسهولة، ولم يتعبوا في تحصيلها بأنفسهم.

ويظنّون أن مجتمعهم المُنعَّم حالياً سيضمن رفاهيتهم طوال الوقت، بلا أن يضطروا الى العمل أو الايفاء بشكل مناسب بمسؤولياتهم الاجتماعية والوطنية، وينزعون الى البَطَرْ، والمراهقة السلوكيّة المتأخّرة (بعد سنّ الرُّشد).

-أسباب الشعوربهذه الحالة: ولادة الانسان وفي فمه ملعقة من ذهب يؤدي أحيانا الى تكوّن شعور مفرِط لديه بالاستحقاقية، وبسبب غياب القدوات الحسنة في الحياة الأسرية، وربما بسبب فشل التربية الأسرية، وللتعوّد منذ الصِّغَر على عدم تقدير النِّعَم، ولفشل المنهج التعليمي الذي تلقاه البعض منذ الصغر، وربما لضعف ثقافات الجدارة والإنتاجية والالتزام بالمسؤليات الشخصية والوطنية في البيئة المحيطة، ولتأثير القدوات السيّئة في شبكات التواصل الاجتماعي.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@

آخر الأخبار