مخالفة القانون

زين وشين

في تحذير مبطن ظاهره النصيحة، وباطنه التهديد، تقول وزارة الإعلام الى الشارع الكويتي كله: احذروا مخالفة القانون، وتفسير القانون منوط بالعاملين فيها، فهم من يفسرونه وفق رغبتهم، والمعنى ان الإحالة إلى النيابة جاهز!

حتى لو رأيتم الخطأ اكبر من رؤوس البعارين لا تتكلموا، والا فأنتم مخالفون لقانون النشر، واصبح دوركم يقتصر على التصفيق، فهم الصح وكلنا مخطئون نتصيد عليهم الاخطاء لاننا اعداء النجاح والناجحين!

سؤال الى الإعلام واهلها: لماذا القهوة قهوة بيومي، وليست قهوة ابراهيم الصلال الفنان الرائع المبدع، صاحب التاريخ، وهو تقريبا الذي تبقى لنا من فناني الزمن الجميل؟

او لماذا هي ليست قهوة مريم الصالح الفنانة الكبيرة المخضرمة بنت الكويت المتبقية لنا من ريحة الكويت؟

اما بالفن والطرب لماذا هي ليست قهوة مصطفى احمد، صاحب الحنجرة الذهبية، والريشة المؤثرة، والفن الراقي الذي هو حالياً ما تبقى لنا من جيل الرواد؟

او لماذا هي ليست قهوة فتحي كميل، او فيصل الدخيل الجاسم، او العنبري ابطال الجيل الذهبي للكرة الكويتية، الذين لا يزالون قادرين على العطاء، تستضيفهم المحطات الخليجية، ونحن نبحث عن قهوة بيومي؟

تلك الاسماء التي ذكرناها قليلة من كثيرين لا يتسع المجال لذكرهم، لكن كلهم بلا شك نجوم، لهم شعبية طاغية في كل الخليج والدول العربية، ولا يزالون قادرين على العطاء، وسوف يقدمون ما يعجز عن تقديمه بيومي وقهوته، وسوف يخاطبون الشعب الخليجي، بل والعربي كله، وليس الجمهور الكويتي فقط، بلغة كويتية خليجية يفهمونها، ويتفاعلون معها.

سئمنا من تكرار أعمال العملاق عبدالحسين عبدالرضا، وغيره من عمالقة الزمن الجميل، وكأننا لا نستطيع ان نصنع نجوماً اخرين، ونحن نملك الأرضية السليمة التي نقف عليها، والإمكانات الفنية والمادية الكبيرة، والتاريخ الفني المشرف، والموارد البشرية العظيمة، والعقليات المبدعة، والأسماء الشابة المؤهلة للنجومية، كل هذا نملكه، وفي الوقت نفسه نترك عيالنا ونتبنى عيال الناس، تنازلنا عن الريادة بارادتنا!

أصبحنا نبني نجاحنا على نجاحات الآخرين، والشكوى لله، والتهديد والوعيد مستمر، والخوف ان يأتينا وقت يمنع علينا ان نفتح أفواهنا إلا عند طبيب الأسنان... زين.