الجمعة 09 مايو 2025
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 مشعل صنت العدواني
كل الآراء

التخبيب في البناء

Time
الأحد 28 يوليو 2024
View
140
مشعل صنت العدواني

التخبب لغة، هو الإفساد والخداع والتضليل، والغش والغرر، والنصح عن جهل، والنصح بمكر، وهذه المفردة نبوية جامعة لمعان عدة امتاز بها رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) فأوردها بأحاديثه وميزنا بها.

ومن خلال نظرة سريعة على القسائم التي وزعتها الدولة على قوائم المنتظرين للسكن نجد عدداً كبيراً منها متوقفا عن البناء، واغلب أسباب هذا التوقف يكمن بعوامل كثيرة، ومنها ظهور نماذج من المخببين في البناء، تجب معرفتها والحذر منها.

أول نوع من هؤلاء المخببين، هم بعض المقاولين الذين يبالغون، وينشرون فيديوهاتهم الدعائية لاعمالهم، ليكبروا الصغير في البناء، ويحقروا الكبير، ويركزوا على توافه الأمور، مثل نعومة صبة النظافة، او نوع آليات الحفر، والرفع، او الدك.

فهؤلاء رفعوا تكاليف البناء، وارهقوا ميزانية الملاك، واستنفدوا الدعوم بحجة الافضل، والأجود، والانظف، والأعلى وهم في الحقيقة يهولون من البناء للترويج عن انفسهم رغم وجود مكتب هندسي للاشراف على البناء، وجودته، وكفالته وفي النهاية كل ما سيعملونه يختفي مع التشطيب النهائي.

ثاني هؤلاء المخببين ما يسمى اللجان التطوعية في المناطق الجديدة، ومجموعة أشخاص وضعوا لهم خيمة او"چبرة/ كبرة كيربي"، على مدخل المنطقة، وزكوا انفسهم أنهم رؤساء لجان، وصاروا يوجهون الناس يفتون بالبناء بغير علم، ودراية، وافسدوا الذوق بجلب كل من هب ودب للترويج للشركات الجيدة والرديئة، وحصلوا على عمولات وأموال من وراء هذا الترويج، ليصبح فعلهم مشابه عمل الـ"فانشيست" في وسائل التواصل.

انا هنا لا اعمم، فالبعض منهم نصوح ومجتهد، لكن البعض الآخر يقدم مصالحه الشخصية على الغير، ليتكسب مادياً من ترويجه الدعائي للشركات والعروض الخاصة، فانتبهوا يا أصحاب القسائم منهم، فليس كل ما يروج له جيداً.

وغالباً تلك العروض تنتهي في وقت محدد تضعه الشركات وهي بخبرتها تعلم أن أصحاب القسائم ينفد وقتهم بسبب تأخرهم بالبناء، ولا يستفيدون منه، ويصبح العرض مصيدة لتجميد أموالهم، وباباً للمساومات.

ثالث هؤلاء المخببين المتكئ على "مركاه" في الديوانية بين الشباب ليتصدر، ويفتي بالبناء، وليس له شهادة بهندسة البناء، وأعلى خبراته تشييد مخيم ربيعي، او ترميم طوفة سقطت "سنة الهدامة"، وهو مجرد بغبغاء مردد للاخبار، وليس له علم واقعي بتكلفه مواد البناء والأيدي العاملة، ولا يعلم بواقع الحال المادي لمالك القسيمة، ولا لإمكاناته الشخصية لادارة مشروع البناء ليتصدر، ويتعهد، ويحلف ويتوعد له أن البناء بعدد الأدوار كذا لا يتعدى كلفة كذا، "ورد العلم عني وازهلها"، وآخر المطاف ينصدم مالك القسيمة بواقع الحال، ويتوقف بناؤه ويحبط، فلينتبه من يقبل على البناء من هؤلاء، ولا يطلب المشورة الا من أهل العلم والدراية المتمرسين الممارسين في البناء والمقاولات، الذين يضعون الأمور في ميزانها الصحيح ويقيمون تكاليف البناء، ويفندون الأسباب، ويطرحون البدائل والخيارات، ويتركون حرية الاختيار للمالك دون ضغوط او املاءات، او تعصب للآراء. أقول هذا والله الموفق وإليه قصد السبيل.

كاتب كويتي

آخر الأخبار