الأمن العاطفي والتشكيك في الكفاءة الذاتية

حوارات

يتسبب ضعف الشعور بالأمن العاطفي عند الانسان بتشكيكه بقدراته، وكفاءته الذاتيّة، وتتلوّن علاقاته الإنسانية المختلفة بالقلق والشعور بالنقص، وضعف الاستقرار العاطفي، مما سيؤثر سلباً على كيفية نظره الى نفسه.

وربما سيصعب عليه تحديد أولوياته الشخصية، او يعجز تدريجياً عن التعامل المناسب مع ما يتعرّض له في العالم الخارجي.

ومن بعض أسباب الشعور بضعف الأمن العاطفي، وتشكيك الفرد بكفاءته الذاتيّة، وكيفية معالجة هذه الحالة النفسيّة السلبيّة، نذكر ما يلي:

-أسباب ضعف الأمن العاطفي والتشكيك في الكفاءة الذاتيّة: يتسبب التعرّض لتربية أسريّة فاشلة في نشوء كثير من العقد النفسيّة في مرحلة الطفولة، وإنتقالها الى ما بعد مرحلة البلوغ، وبسبب تعرّض الضحية منذ نعومة أظفاره لنَوَاِئب أسريّة تربوية، إمّا بسبب الاضطراب النفسيّ لأحد الوالدين، أو كلاهما.

أو لعدم اكتراثهم بالايفاء بمتطلّبات التربية الأسريّة السويّة، وربما بسبب عدم تقديمهم للدعم العاطفي المناسب للطفل في هذه المرحلة التكوينية من شخصيته.

وتتسبب البيئة الاجتماعية السلبيّة (الرَّجْعِيِّة) بتعقيد نفسيّة الطفل منذ الصغر عن طريق بث اليأس من النفس والتشكيك بالقدرات والكفاءات الذاتيّة، وينشأ تباعاً ثغرات ضعف نفسية في عقل وقلب الطفل تمنعه لاحقًا من عيش حياة سويّة، أو على الأقل حياة طبيعية في مجتمعه.

ويتسبب تخلُّف المنهج التعليمي الذي ينخرط فيه الطفل في تحوّله الى عالة لاحقاً على نفسه وعلى الآخرين. - تقوية الأمن العاطفي والثقة بالكفاءة الذاتيّة: ينشل المرء نفسه من أي مستنقع نفسيّ ملوّث غُمِس فيه قسْراً في فترة طفولته عن طريق معاهدة نفسه على ألاّ يعرّض هو نفسه، أو ذريّته مرّة أخرى للنوائب والتجارب النفسية المؤلمة نفسها، التي تعرّض لها في السابق.

ويبدأ يتعرّف على نقاط ضعفه وقوته، ويبدأ يتخلّص من نقاط ضعفه عبر تعمّد الخروج من مناطق راحته النفسيّة المعتادة، ويعزِّز نقاط قوّة شخصيته بإكتساب مزيد من المهارات الشخصية، والاجتماعية، والنفسيّة، والفكريّة المفيدة، وبتغيير بيئته المحيطة بما هو أفضل له، وبمعاهدة نفسه على تحقيق الاكتفاء الذاتيّ، وتحفيز نفسه ذاتياً، وبتحديد تسلسل زمني دقيق يُرَكِّز فيه على إعادة اختراع شخصيته الى الأفضل.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@