الخميس 26 يونيو 2025
43°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
هل يُشعل هجوم مجدل شمس حرب 'تموز' جديدة؟
play icon
الأولى

هل يُشعل هجوم مجدل شمس حرب "تموز" جديدة؟

Time
الأحد 28 يوليو 2024
View
20
صراع إقليمي على الأبواب... وتل أبيب وطهران وبيروت وواشنطن تتبادل رسائل التهديد

بيروت، عواصم - وكالات: فيما تتجه الأنظار نحو الحدود الإسرائيلية- اللبنانية، وسط حبس للأنفاس وتوقعات بساعات ساخنة تنذر بخروج ردود الفعل والحسابات الخاطئة عن السيطرة لتشعل "حرب تموز" جديدة، اشتعلت رسائل التهديد العلنية والمبطنة بين تل أبيب وطهران ودمشق وبيروت وواشنطن أمس، ومعها تسارعت الجهود اليائسة للسيطرة على الموقف قبل انفجاره لحرب إقليمية واسعة تهدد الأخضر واليابس في المنطقة.

ولم يكد يهدأ غبار الصاروخ الذي سقط على ملعب لكرة القدم في قرية مجدل شمس في الجولان المحتل بمواراة ضحاياه الـ12 الثرى، حتى سارعت تل أبيب لتتوعد "حزب الله" بتكبيده ثمنا باهظا، على الرغم من نفي الحزب مسؤوليته عن الهجوم الذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وقطع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو زيارته إلى واشنطن، متوعدا "حزب الله" بأن

يدفع ثمنا باهظا لم يدفع مثله حتى الآن، بينما زعم وزير خارجية الاحتلال يسرائيل كاتس أن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله تجاوز الخطوط الحمر وسيلقى ردا متناسبا، قائلا "نقترب من حرب شاملة ضد حزب الله... سنرد دون سقف... علينا الاستعداد لتكبد خسائر كبيرة في الجبهة الداخلية".

واصطفت المعارضة وراء الحكومة وتماهت تصريحات زعيمها يائير لابيد مع الموقف الرسمي، إذ رأى أن "حزب الله المدعوم من إيران قتل إسرائيليين أبرياء وعلينا مسؤولية الدفاع عن مواطنينا واستعادة الأمن"، قائلا إن الوضع في الشمال لا يمكن أن يستمر على هذا النحو وعلى الحكومة أن تضع حدا للفوضى وعلى العالم أن يقف إلى جانب إسرائيل في الدفاع عن نفسها، كما قال زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" المعارض أفيجدور ليبرمان إن "المسؤول عن مقتل العديد من الأطفال في مجدل شمس هو نصرالله وحان الوقت كي يدفع الثمن".

وبينما شدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على أنه لا يريد رؤية تصعيد، قائلا إن واشنطن تجري محادثات مع إسرائيل، زاعما أن كل المؤشرات تدل على أن "حزب الله" أطلق الصاروخ، قالت "الخارجية" اللبنانية إن أميركا طلبت من بيروت كبح جماح "حزب الله"، وحذر وزير خارجية لبنان عبدالله بوحبيب من أن شن إسرائيل أي هجوم كبير سيؤدي إلى حرب إقليمية، قائلا إن حكومته طلبت من الولايات المتحدة حض إسرائيل على ضبط النفس، بينما طلبت واشنطن نقل رسالة إلى "حزب الله" تطالبه بالتحلي بضبط النفس أيضاً. وتزامناً، أفاد مصدران أمنيان أن "حزب الله" في حالة استنفار شديد، مؤكدين أنه بادر بإخلاء مواقعه المهمة في جنوب لبنان وفي سهل البقاع تحسباً لشن إسرائيل هجوماً كبيرا.

ووسط نذر حرب مفتوحة يخشى من تبعاتها على استقرار المنطقة برمتها، نقل موقع "أكسيوس" الإخباري عن مسؤولين أميركيين أن إدارة الرئيس جو بايدن تشعر بقلق عميق من أن "يؤدي هجوم مجدل شمس لحرب شاملة، وقد يكون الشرارة التي كنا نخشاها ونحاول تجنبها منذ 10 أشهر"، بينما أصدرت الحكومة اللبنانية بيانا أعربت فيه عن إدانتها كل أعمال العنف والاعتداءات ضد جميع المدنيين، وفي اتصال هاتفي مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين بلاسخارت، أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن لبنان ومقاومته ملتزمون بالقرار 1701 وبقواعد الاشتباك بعدم استهداف المدنيين، معتبرا نفي "حزب الله" المسؤولية عن ما حدث في مجدل شمس يؤكد بشكل قاطع هذا الالتزام وعدم مسؤوليته ومسؤولية لبنان عن ما حصل.

وبينما يرى مراقبون أن تهديدات الاحتلال تشي بأن حادث مجدل الشمس وما سيليه من تبعات سيشكل نقطة تحول دراماتيكية في الصراع بين إسرائيل و"حزب الله"، دخلت طهران على الخط، وحذر الناطق باسم "الخارجية" الإيرانية ناصر كنعاني إسرائيل من أي مجازفة، قائلا إن إيران تحذر الكيان الصهيوني من أي مغامرات عسكرية جديدة في لبنان ما قد يؤدي إلى تداعيات غير متوقعة، مؤكدا أن أي خطوة تنمّ عن "جهل إسرائيلي" قد تؤدي إلى توسيع عدم الاستقرار وعدم الأمن والحرب في المنطقة، مشددا على أن إسرائيل ستتحمل مسؤولية التداعيات غير المتوقعة وردود الفعل على تصرف "أحمق كهذا".

ووصف سفير إيران لدى بيروت مجتبى أماني الرواية الإسرائيلية بأنها مسرحية افتعلها النظام الصهيوني، قائلا: "لا تزال اللاءات الثلاث تختصر موقفنا إزاء التهديدات بتوسيع الحرب على لبنان والمنطقة"، وقلل من احتمالات ذهاب إسرائيل لهذا السيناريو، قائلا: "لا نتوقع شنها ونعتبر أن فرصها ضئيلة جدا بسبب معادلات القوة المفروضة"، مؤكدا في الوقت نفسه "لا نخافها بكل ما للكلمة من معنى ولأعدائنا أن يتخيلوا ماذا بإمكاننا أن نفعل بما لدينا من قوة واقتدار ودفاع عن المقاومة".

آخر الأخبار