حديث الأفق
المحتالون دائماً يختلقون الأعذار ليهربوا من العقاب
وضعتْ قصاصة ورق في العربة فيها رقم هاتفها ومضت
بعد عودتنا قالت لي: أنت قبضت ثمن الزواج والطلاق
حين اتصلت بها قالت: أنا معجبة بك... وأريدك بالحلال
هي حدّدت موعد الزفاف والسفر بشهر العسل إلى سويسرا
"تيس" لكنه محظوظ... 200 ألف و16 يوماً رحلة عسل
الفساد لا يكون من طرف واحد، والاحتيال يحتاج الى أكثر من شخص كي ينجح، فالمحتالون على القوانين، وحتى على الشريعة، دائما يجدون أسبابا كي يهربوا من العقاب، ولهذا فبعضهم لا يتورع عن خيانة الشريعة، والآخر يخون القانون والوطن، من أجل مصلحته الخاصة، لأنه بصراحة لا يقيم وزناً، لا لعقاب القانون، لأنه ضليع في ثغراته، ولا لعقاب الله في الآخرة.
في الأسطر التالية قصة رجل استغلته امرأة كي تحقق مآربها، وهو أغراه المال، فجعل نفسه ضحية لها، وبالتالي فإن هذا لا يمكن أن يؤتمن على منصب أو مال عام، ولا حتى على الأعراض، ولا تلك تؤتمن على أسرة أو وظيفة.
يروي أحدهم أنه كان بصحبة ابنته البالغة من العمر 13 عاماً في أحد الأسواق، مضيفا: بينما كنت أدفع عربة الأغراض أمامي، فجأة ظهرت امرأة فارعة الطول، قد ظهر جمالها من شقوق النقاب، وضعت قصاصة ورق في العربة، ومضت في طريقها، وحين فتحتها وإذ برقم هاتف نقال.
استغربت من فعلتها، فملامحي لا تدل على أنني مراهق، كما أنني متزوج، وابنتي برفقتي، فوضعت القصاصة في جيبي!
بعد يومين، وأنا أبحث عن فاتورة، وجدتها، وتذكرت المرأة فاتصلت بها، ردت عليَّ، مستفسرة عن اسمي، فقلت إنني الرجل الذي كنت في سوق "بنده" برفقة ابنتي، وأنت وضعتِ قصاصة الورق في عربتي، فتذكرتني، وقالت "أنا معجبة بك".
قلت لها أنا لست مراهقاً، وأبلغ من العمر 42 عاماً، ومتزوج وعندي ولد وثلاث بنات، فقالت باختصار: "أريد منك أن تتزوجني".
قلت: لا، لكنني أضفت: يجب أن نلتقي كي أتحدث معك بموضوع الزواج، فرفضت طلبي، وقالت أنا لست مراهقة، وأريدك بالحلال، قلت لها دعيني أفكر، وأتصل بك.
فسألتني عن رقم حسابي بالبنك، في البداية خفت من أن تكون محتالة، لكن رقم الحساب واسم البنك ليسا بهما ضرر، فأرسلتهما لها، وسألتها لماذا تطلبين رقم حسابي، قالت أرسله، وبعدها أضافت: فكر في الموضوع على راحتك، ثم أنهت المكالمة.
بعد وقت قليل وصلتني رسالة منها تقول فيها "أنا حولت إلى حسابك مئة ألف ريال هي عبارة عن مهري، إذا وافقت أن تتزوجني".
ذهبت إلى البنك لأرى هل هي صادقة، وكانت المفاجأة فعلاً أنها حولت المبلغ، فاتصلت بها، وقلت لها أنا فكرت، واستخرت وأريد أن أتزوجك.
قالت: يوم الخميس المقبل تفضل عند أبوي، واخطبني منه، وأعطتني عنوان بيتها.
في الموعد المحدد ذهبت إليها، فوجدت أهلها في استقبالي، ورحبوا بي، وطلبت يد ابنتهم، وطلبت منهم النظرة الشرعية، فأدخلوني الى المختصر، وكانت البنت جالسة مع والدتها فرأيت امرأة أجمل مما تخيلت.
تكلمت معها، وقلت لها، أريد وقتا لكي أمهد لزوجتي، وأخبرها أنني عزمت على الزواج من أخرى، فاعترضت على كلامي، وقالت: لا تخبرها بتاتاً، ولا تشيل هم هذا الموضوع، وسرعان ما حددت يوم الزفاف بعد أسبوعين، وطلبت مني أن أطلب إجازة من عملي لمدة شهر، وأقول لزوجتي إنني منتدب لشهر في الخارج، لأن شهر العسل سيكون في سويسرا.
جرى حفل الزفاف، وكان مختصراً جدا وفي بيت أهلها، ثم سافرنا في الليلة نفسها إلى سويسرا حيث مكثنا 16 يوماً، ثم فجأة طلبت العودة إلى البلاد، فقلت: أنا أخبرت زوجتي أنني منتدب لشهر كامل، وليس 16 يوما، فقالت: ابحث عن عذر، وقل لها انتهى الانتداب قبل الوقت المحدد.
وصلنا الى البلاد، فأنزلتها في بيت أهلها، وقالت لي اذهب الى زوجتك وأبنائك، واجلس عندهم كم يوم، وسأتصل بك لاحقا.
بعد ثلاثة أيام اتصلت بي ظهراً، وقالت، إذا خرجت من البيت بعد صلاة العصر اتصل عليَّ أريدك ضروري.
قلت لها هل آتي اليك، قالت: لا بعد العصر أخبرك بالموضوع.
وبعد خروجي من المسجد، اتصلت بها، فردت عليَّ، وهي تضحك، وقالت شوف حسابك بالبنك، لقد حولت لك مئة ألف ريال أخرى.
وبعد أن تأكدت من صحة كلامها، اتصلت بها وشكرتها على كرمها معي، فقالت أريد منك أن تلبي لي طلباً، أبيك تطلقني.
فوجئت وقلت لها: هل تمزحين؟
قالت: لا والله صادقة.
قلت لها: هل قصرت بشيء؟
قالت: لا والله، أنت نعم الرجل، ولكن أنت تسلمت ثمن زواجك، وتسلمت الآن ثمن طلاقك، وأنا أبيك أن تطلقني كي أعود الى زوجي السابق.
فقال أحد الحاضرين: "تيس بس محظوظ، 200 ألف، و16 يوما في سويسرا، ولا من شاف ولا من دري".
نكشات
- لا بد من مجلس وزراء عقوله متفتحة، وعنده قوة إدارة، إذ يقولون في بلدان العز والتقدم إن فن الإدارة هي فن اختيار المساعدين.
- واحد من المهندسين اليابانيين قال يوماً: أنتم أيها العرب أذكى منا، لكن نحن نختلف عنكم بأن من كل عشرة يابانيين يوجد ذكي واحد، فيما أنتم عندكم عشرة أذكياء وغبي واحد، ونحن نجعل الذكي يدير الأغبياء، بينما أنتم الغبي يدير الأذكياء، وهذه المصيبة.
- قال أحد المفكرين إن الفرق بين العرب والغرب هو أن الغرب يشربون الخمر، ويأكون لحم الخنزير، لكن لا يأكلون مال اليتيم، ولا ينهبون ثروات شعوبهم، ولا يخونون أوطانهم، ولا يتآمرون على حكامهم.
- قال أحد أبناء الوطن إن الكويت تعرضت لثلاث أكبر عمليات تزوير ونصب، الأولى تزوير في الجنسية، الثانية تزوير في الشهادات الأكاديمية، والثالثة تزوير وادعاء الإعاقة، وهذا كلام ما أقدر أقول عنه أي حاجة.
- توقف النهب من المال العام لكن ليس بشكل نهائي، إذ لا نزال لا ندري ماذا نفعل كي لا يتكرر هذا الخراب، فحتى اليوم هناك عقاب، لكن مافيش قوانين حديثة تحمي المال العام.
- تعيين أناس سيئين، وغير فاهمين في مناصب قيادية، وهذا بحد ذاته نصب واحتيال وفساد إداري.