قَصص إسلامية
روي أن الخليفة عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه، افتقد رجلاً من أهل الشام كان يحضر مجلسه، فقال للصحابة: ما فعل فلان بن فلان؟ قالوا: يا أمير المؤمنين تتابع في الشراب (الخمر)، فلم نره منذ أيام. فدعا عمر كاتبه، وقال: "اكتب من عمر بن الخطاب إلى فلان بن فلان، سلامٌ عليك، أما بعد: فإني أحمد إليك اللّه، الذي لا إله إلا هو :غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ"(غافر: 3).
ثم قال لأصحابه: "ادعوا اللّه لأخيكم، أن يُقبل على اللّه بقلبه، ويتوب اللّه عليه"، فلما وصله كتابُ عمر، جعل يقرأه ويردده في نفسه ويقول: "غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ".قد حذرني عقوبته، ووعدني مغفرته، فلم يزل يرددها على نفسه، وهو يبكي ثم تاب وحسنت توبته، فلما بلغ امر خبره عمر (رضي اللّه عنه)، قال لأصحابه: "هكذا، فاصنعوا إذا رأيتم أخاً لكم زلّ زلّة، فَسَدِّدوه وادعوا اللّه له أن يتوب، ولا تكونوا أعواناً للشيطان عليه". أخرجه ابن كثير في تفسيره.
تأكد أن الله ينظر إليك نظرة رحمة مهما عظُم خطؤك، لهذا جلَّ جلاله قال: "ففروا إلى الله"، لأنك لن تجد أحداً أرحم من الله، حتى وأنت مُذنب.
يقول تعالى: "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ"(سورة الأعراف الآية 156).
فمن أراد رحمة الله تعالى فليتق الله في كل أموره بفعل الطاعات، واجتناب المعاصي، وليؤد حق الله في ماله، وليؤمن بكل ما جاء عن الله تعالى.
إمام وخطيب
[email protected]