الاثنين 12 مايو 2025
30°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 طلال السعيد
كل الآراء

أين المصفقون؟

Time
الأربعاء 31 يوليو 2024
View
600
طلال السعيد
زين وشين

في هذه المقالة لا اقصد شخصاً معيناً، وأيضا، والعياذ بالله لا اشمت بأحدـ لكن حديثي في هذه المقالة لأخذ العبرة تنفيذاً لقوله تعالى: "فاعتبروا يا أولي الألباب"، ولنا في مجريات الأحداث عظة وعبرة لنا، ولكل صاحب عقل وفكر.

في الانتخابات الماضية صفقت الجماهير طويلاً لخطباء الانتخابات والمرشحين، خصوصا المفوهين منهم، ومع التصفيق والهتاف يضيع العقل، فيرفع الخطيب سقف خطابه، ويزداد التصفيق مع رفع السقف، إلى ان يدخل الخطيب او المرشح في المناطق المحظورة، ويتجاوز المسموح به على أساس أن ليس هناك خطوط حمراء، فتأخذه العزة بالإثم، ويدخل نفسه بنفسه تحت طائلة القانون، متصورا ان هذا طريق كسب الاصوات.

وقد يتفاعل الناس مع الخطاب الحماسي، الذي يتسم بالجرأة الزائدة، وقد ينجح المرشح في الانتخابات، او قد لا ينجح، لكنه لا يعلم أن الوصول إلى مجلس الامة ليس نهاية المطاف، متناسياً، هو وجماهير المصفقين، ان المجلس يمكن ان يحل بمرسوم أميري، حتى قبل ان يجتمع، وان بعض مواد الدستور يمكن ان تعلق بسهولة ويسر، ويتوقف العمل بها بمرسوم أميري، بعدها يتحول مجرى حديث الناس عن حل المجلس، فتنسى جماهير المصفقين تلك الخطب النارية، التي صفقت لها طويلاً، وتنسى أصلاً لماذا صفقت.

في الوقت نفسه، هناك من ينتظر نهاية الانتخابات ليقدم بلاغاً ضد هذا المرشح او ذاك، لتجاوزه الخطوط الحمراء، أو تطاوله أو تعديه على صلاحيات الآخرين، ثم يحجز المرشح او حتى العضو السابق على ذمة القضية، او يخرج بالكفالة إلى حين صدور حكم القضاء العادل، وإذا أدين يرحل للسجن!

وأثناء سير القضية حتى صدور الحكم لا يجد المتهم من جمهور المصفقين شخصاً واحداً يقف معه، فمن طاح تخلى عنه أقرب الاقارب، واذا صدر ضده حكم بالسجن، أصبح همه على نفسه، وعلى أسرته، وأولاده، فقط اما جماهير المصفقين فكأنهم لا يعرفونه، ولا كأنهم بالأمس كانوا يدفعونه دفعاً إلى التطاول بهتافاتهم وتصفيقهم، وهم يجتمعون حوله بعد صدور النتائج ليشعروه انهم هم صانعو هذا النجاح!

وخلف القضبان تتغير الحسبة، ويبرز السؤال المهم: اين المصفقون، حين يجد المرء نفسه وحيداً؟

فاتعظوا يا أصحاب العقول والألباب، وليعتبر كل من عاين ذلك ببصره… زين.

آخر الأخبار