خبراء: الاندماجات والاستحواذات سلاح ذو حدين مع مؤشرات بتزايد وتيرتها في الفترة المقبلة

أمير المنصور: احتكار السوق من قبل الكيانات الكبرى أبرز مخاطر الاندماج

مشعل المانع: الاندماج بين البنوك المحلية يجعلها قادرة على المنافسة إقليمياً

ناجح بلال

مع تزايد الاعلان عن عمليات الاستحواذ والاندماج خليجيا، وتوقعات غلوبل فاينايسن الاخيرة بتزايد وتيرتها خلال الفترة المقبلة في المنطقة، استطلعت " السياسة " آراء خبراء اقتصاد حول عمليات الدمج والاستحواذ بين الشركات والبنوك وفوائدها وأضرارها على السوق المحلي، حيث انقسموا بين مؤيدين لجدواها المالية والاقتصادية حسب التجارب التاريخية وبين معارضين يعتبرون ان مخاوف احتكار السوق للكيانات الاكبر والاقوى هو السلبية الرئيسية لهذه العمليات.

وبهذا السياق رأى الخبير المالي والاقتصادي أمير المنصور أن الاندماج له العديد من المخاطر التي تؤثر بالسلب على تلك الكيانات بصورة رئيسية حيث أن خسارة كيان واحد سواء أكان شركة أو بنكا أفضل من خسارة الكيانات بعد دمجها لافتا إلى أن الطامة الكبرى ستكون أكثر على اندماج البنوك.

ورأى المنصور أن البنوك الكبرى ذات القوة المالية تستطيع معالجة أي اختلالات مالية تمر بها طالما تمتلك العقول التي تؤهلها للربح وليس للخسارة خصوصا أن الاندماج يقلل من المنافسة في السوق المحلي.

على صعيد متصل أكد الخبير الاقتصادي رئيس جمعية حماية المستهلك الكويتية مشعل المانع التأييد لعملية اندماج الشركات المحلية خصوصا في القطاع الاستهلاكي شريطة ألا يؤدي ذلك لاحتكار السلع ومن ثم زيادة الاسعار لافتا إلى أن الاندماج الايجابي هو الذي يعود على المستهلكين بالنفع وليس بالضرر.

ولفت المانع إلى أن الاستحواذ والاندماج يفترض أن يكون الهدف منهما تقديم المزيد من الخدمات مع تحقيق الاستقرار للكيانات التي ستدمج في قطاع واحد.

ومن جانبه قال مسؤول مصرفي فضل عدم ذكر اسمه أن عملية اندماج البنوك الكويتية ليست جديدة حيث سبقتها العديد من التجارب وهناك فوائد تتم من خلال الاندماج على المساهمين والعملاء ككل وقد ينعكس الاندماج على الاقتصاد الوطني بصورة افضل مطالبا البنوك التي تسعى للاندماج أو الشركات العقارية والاستثمارية والتجارية أن تقوم بالدراسات الدقيقة أولا وأن تطلع على تجارب الشركات والبنوك التي طبقت الاندماج لتتفادي العيوب بقدر الامكان وتعزز من الفوائد المستفادة من التجارب السابقة حتى يحقق الاندماج قيمة مضافة للكيانات التي ستدمج.

وذكر ان عام 2008 شهد اندماج بنوك عالمية منها اندماج بنكي " أوف أميركا " وبنك "ميرل لنش" بسبب الازمة المالية العالمية.

وأوضح أن تجربة الاندماج الكبرى التي حدثت في قطاع المصارف الكويتية خلال الربع الأول من هذا العام إندماج "بيت التمويل الكويتي" مع بنك "الاهلي المتحد" ولكن من الصعب الحكم على تلك التجربة الا بعد مرور سنة مالية على الاقل.

وذكر أن من الفوائد الهامة لعمليات اندماج البنوك والشركات الكبرى ستقلل الهدر المالي من خلال استغلال اصول الكيانات المندمجة في كيان واحد ومنها أفرع البنوك والشركات.

ولفت إلى أن الاندماج يأتي بأرباح أعلى للمساهمين شريطة أن يدار الاندماج بصورة إيجابية لافتا إلى أن من فوائده كذلك الوصول إلى التكنولوجيات والتقنيات الرقمية واستقطاب عملاء جدد فضلا عن أن الاندماج يزيد في التمدد الجغرافي للكيانات المدمجة كما أنه يعطي القدرة على تمويل المشروعات الكبرى وبهذا يفتح الاندماج المزيد من الفرص الاستثمارية فضلا عن أنه يقلل من تكاليف التشغيل.

وتابع أن من اندماج البنوك والشركات الكويتية يعزز من قدرتها على المنافسة الدولية ويزيد من حجم اعمالها ومشاريعها.