موت الضمير

زين وشين

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، حين تخرب الذمم ويموت الضمير، علينا ان نتوقع ان يسود الظلم ما لم نتوقع الاسوأ، وهذا ما لا نتمناه لبلدنا العزيز.

يقول الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم): "اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة".

تناقلت الاخبار، ونشر في الصحافة المحلية خبر عن شرطيين دسا المخدرات في سيارة طبيب لبناني، وألقيا القبض عليه ظلماً وعدواناً، لكي يتهم بقضية هو منها براء، لكن الله سبحانه العدل الذي لا يحب الظلم، ولا يرضاه أنجاه من كيدهم، فقد نسي هؤلاء ان الله يرى، فانتصر جل جلاله للمظلوم، وانقلب السحر على الساحر، فخرج الطبيب من ادارة مكافحة المخدرات ليدخل مكانه الشرطيان، ويسحبان خلفهما المجموعة التي تورطت معهما، او قل التي ورطتهما بهذه القضية، وسوف ينال الظالمون بحول الله وقوته جزاءهم الذي يستحقونه امام القضاء العادل!

الشكر لله عز وجل، ثم لرجال المكافحة، الذين كشفوا القضية، ونرجو ان لا تقف القضية عند هذا الحد، إذ لا بد من البحث في موضوع المخدرات نفسها، التي دسوها في سيارة الطبيب، والمصدر الذي جلبوها منه، وكيف عرفوا طريقه، وهل هم والفريق الذي معهم يتعاطون أم لهم نشاطات أخرى، وتلك طامة كبرى، يجب البحث والتحري عنها قبل ان يصبح تلفيق التهم سهلا جدا، فيتهم البريء ويكافأ المجرم؟

الامر هنا بغاية الخطورة، اذ لم توضح لنا الأخبار عن شرطيي الدورية شيئاً، هل هم جدد أم قدماء، وهل هم كويتيان أم من أبناء الكويتيات، الذي ألحقوا بالشرطة اخيراً؟

مهم جدا ان نعرف كيف اتفق الشرطيان على دس المخدرات، إذا لم يكن الاثنان من فصيلة واحدة، وبينهما قاسم مشترك!

كنا في السابق نشعر بالأمن والأمان حين نرى الدورية، والآن اصبح الخوف من الدورية نفسها حين يدس أفرادها المخدرات في سيارة بريء، ليتم اتهامه، إلا ان عزاءنا أنها ظاهرة فردية لا يمكن تعميمها، فلم نكن نسمع عن مثل هذا الفعل المعيب من قبل.

موت الضمائر مرض خطير، يلحق ضرراً كبيراً في كل مجتمع يحل فيه، لذلك يتوجب على الدولة مكافحته بكل الصور لتبقى العلاقة بين المواطن والمقيم علاقة مثالية، وعلينا ان نتصور كيف ستكون الحال لو ان الخطر يأتينا ممن يفترض به حمايتنا... زين؟