خامنئي يأمر بضرب إسرائيل... ونتنياهو لإيران ولبنان: جاهزون للحرب

طهران، واشنطن، عواصم - وكالات: أصدر المرشد الإيراني علي خامنئي أمرا بضرب إسرائيل مباشرة، ردا على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، في طهران، حيث نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين تم إطلاعهم على الأمر أن خامنئي أصدر الأمر في اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني صباح أول من أمس، بعد ساعات من إعلان إيران مقتل هنية، حسبما قال المسؤولون الإيرانيون الثلاثة، بمن فيهم اثنان من أعضاء "الحرس الثوري"، موضحين أن خامنئي أصدر تعليمات للقادة العسكريين من "الحرس الثوري" والجيش بإعداد خطط لكل من الهجوم والدفاع في حالة توسع الحرب وضرب إسرائيل أو الولايات المتحدة إيران.

وفيما قال وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني إن جبهة المقاومة ستقوم بالرد على اغتيال هنية في الزمان والمكان المناسبين، كشفت مصادر أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وجه رسائل إلى إيران ولبنان عبر وسطاء أن دولة الاحتلال مستعدة للحرب، ووجه رسائل للإسرائيليين أن الحرب ستطول، كما كشفت مصادر أن مسؤولين إيرانيين كبارا التقوا ممثلي حلفاء طهران في المنطقة من لبنان والعراق واليمن أمس، لمناقشة الرد المحتمل على إسرائيل، بينما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن السياسي الإيراني وزعيم حملة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، علي أكبر بهمنيش، قوله إن مقتل هنية "بمثابة صفعة قوية في وجه مكانة إيران في المنطقة. لقد أذل بلادنا وقوّض جهازنا الأمني بالكامل، وكشف عن وجود ثغرات خطيرة في الاستخبارات".

من جانبها، كشفت شبكة "سي إن إن" أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن طلب من رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن، نقل رسائل إلى إيران و"حزب الله" اللبناني، ناقلة عن مصدر أن الرسائل كانت عبارة عن دعوة لتهدئة التصعيد وعدم الرد على مقتل هنية والقيادي في "حزب الله"، مضيفة أن رئيس الوزراء القطري وافق على نقل الرسائل.

في غضون ذلك، وبحضور حشود إيرانية غفيرة طالبت بالثأر، شهدت طهران مراسم تشييع جثمان هنية ومرافقه الشخصي، وأفادت وكالة "تسنيم" بأن المراسم جرت وسط حضور شعبي مهيب من الشعب الايراني والمسؤولين الحكوميين وقادة القوات المسلحة، واستهلها رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف بكلمة أشار فيها  إلى ذكرياته مع هنية، والأوضاع الاقليمية والتطورات الجارية على الساحة الفلسطينية، بينما أمَّ المرشد علي خامنئي الصلاة على جثمان هنية، وعزى في بيان الأمة الإسلامية وجبهة المقاومة والشعب الفلسطيني الشامخ، باستشهاد القائد المجاهد الشجاع والبارز، مجددا التأكيد أن الكيان الصهيوني المجرم والإرهابي مهد لنفسه الأرضية لعقاب قاس، متعهدا الثأر، بينما تم نقل جثمان هنية إلى العاصمة القطرية الدوحة ليتم دفنها اليوم.

وفي سياق جهود متسارعة لنزع فتيل التوتر، يجري ديبلوماسيون أميركيون وأوروبيون مناقشات عاجلة في أنحاء الشرق الأوسط، لمحاولة تجنب خطر نشوب حرب إقليمية شاملة، حيث حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن الشرق الأوسط على شفا كارثة، قائلا إن الأحداث الأخيرة تمثل تصعيدا خطيرا وتقوض هدف إنهاء الحرب في غزة، داعيا لتجنب الممارسات التي يمكن أن تدفع الشرق الأوسط بأكمله إلى حافة الهاوية، لما لذلك من تأثير مدمر على المدنيين، وعقد مجلس الأمن الدولي في نيويورك جلسة طارئة، بطلب من إيران وبدعم من الصين وروسيا والجزائر، وأجرى إنريكي مورا، أحد كبار الديبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، محادثات في العاصمة الإيرانية، في الوقت الذي أجرى فيه بريت ماكجورك، أكبر مسؤول خاص بالشرق الأوسط في البيت الأبيض، مناقشات في السعودية، وقال مسؤولون إن المحادثات ركزت على إقناع طهران إما بعدم الرد أو القيام بعمل رمزي، وقال ديبلوماسي غربي مشارك في المناقشات إن الجميع يضغطون على طهران لعدم الرد واحتواء ذلك.

من جانبها، قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو إنه يجب على المجتمع الدولي العمل معا لمنع أي أعمال يمكن أن تجعل الصراع أكبر وأوسع بكثير بسرعة كبيرة، معتبرة أنه يجب أن يتوقف التواصل عن طريق الصواريخ والطائرات المسيرة وغيرها من الهجمات المميتة"، فيما دعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي تصعيد، وأكد المتحدث باسم السياسة الخارجية في الاتحاد بيتر ستانو أن أي دولة لن تستفيد من تصعيد جديد، قائلا إن موقف الاتحاد الأوروبي المبدئي يتمثل في رفض عمليات القتل خارج نطاق القضاء ودعم سيادة القانون، قال سفير إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد أيرواني إن القتل ينتهك القانون الدولي ويشير إلى نية تصعيد الصراع وتوسيع الحرب عبر المنطقة بأسرها، معتبرا أنه لا يمكن لمجلس الأمن أن يظل غير مبال بالجرائم الشنيعة ويتخذ إجراءات حاسمة.