حوارات
"وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"(الروم 21).
يدل مصطلح "الزَّواج" في هذه المقالة على ارتباط رجل بامرأة، وفقا لشريعة ديننا الإسلامي الحنيف.
وممّا أعتقد أنها أُسُس وقواعد مهمة يمكن أن يُؤَسَّسَ عليها زواج ناجح في عالم اليوم المتغيّر، نذكر ما يلي:
-تساوي النضج النفسيّ والفكريّ بين الزوجين: يُتَطَلَّبُ أن يتساوى النضج بين الزوجين وفق الإمكان، أو على الأقل أن يستمر يسعى كلا الطرفين الى تفهّم واحترام قيم ومبادئ وآراء الآخر، وبالتوقّف عن الرغبة في تغييرها لأهداف أنانيّة. ويمكن للزوجين أن يحقّقا التساوي، النفسيّ والفكريّ، عن طريق تعليم أنفسهم عن الحياة الزوجية الناجحة، أو عن طريق استشارة المختصين في الاستشارات الزوجية والأسريّة.
-التقدير المتبادل بين الزوجين: لا يحقّ لهما تعمّد تقليل تقدير الذّات لدى الطرف الآخر (الشعور بالاحترام والنظرة الإيجابية تجاه النفس والكفاءة الشخصية)، أو الحَطِّ من أقدارهم.
وكلما ارتفع مستوى تقدير الزوجين لبعضهما بعضاً، كلما قويت علاقتهما، واتّسمت بالتقدير والاحترام المتبادل، وكلما أصبح الزَّواج مجزيا لهما.
-الزواج ليس تَلاعُباً أو عُبُوديَّة: لا يحقّ للزوجين استعمال أي أساليب أو وسائل للخداع، والتلاعب في عقل الطرف الآخر بهدف السيطرة عليه، أو لإستعباده، بدنيًّا أو نفسيًّا، بل من المفترض أن يحرص كلاهما على الحفاظ على حرياتهما الفطريّة بهدف عيش حياة أسريّة تعزِّز كراماتهما الانسانية.
-الحدود الشخصية بين الزوجين: لا يجب أن تختفي الحدود الشخصية للإنسان عند زواجه (حَقّ الخُصُوْصِيّة)، وإذا حدث هذا الأمر، إمّا بسبب طيبة القلب المُفرِطة، أو بسبب الجهل بالحياة الزوجية الحقيقية، فستضطرب الحياة الزوجيّة.
-تدخّل "الأهل" في الحياة الزوجيّة: تدخّل الأقارب بكل درجاتهم (الآباء والأمهات والإخوة والأخوات والجدّات والعمّات والأعمام والخالات والأخوال وأبنائهم وبناتهم) في حياة الزوجين هو السُمُّ الزعاف، والأشخاص أنفسهم الذين يحشرون أنوفهم الفضوليّة في حياة الزوجين يرفضون تماما تدخّل الآخرين في حياتهم الزوجيّة، وهو من أبرز أسباب المشكلات الزوجية والأسريّة، وإنْ لَمْ يَكُنْ وِفَاق فَفِراق (مثل عربي).
كاتب كويتي
DrAljenfawi@