الاثنين 12 مايو 2025
29°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 طلال السعيد
كل الآراء

الاحتلال الناعم

Time
السبت 03 أغسطس 2024
View
140
طلال السعيد
زين وشين

لا يمكن لأي مواطن كويتي ان ينسى الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت، ولا ينسى الاحتلال البغيض، والقتل والبطش والأسر، وتدنيس حرمة تراب الكويت الطاهر.

ولا ينسى تضحيات المواطنين الكويتيين، نساء ورجالاً، من اجل تحرير وطنهم، ولا ينسى قصص التضحيات والفداء التي قدمها، نساء ورجال الكويت، والتي تعتبر بطولات ليس لها مثيل، حين تحول الكويتي المدني المترف بركانا زلزل الاحتلال واهله.

تلك البطولات أهملها إعلامنا الرسمي، مع العلم، أنها تعتبر مادة دسمة لبرامج ومسلسلات تنجح نجاحاً باهراً، وتعزز الثقافة الوطنية، ورغم ذلك لا تزال محفورة في ذاكرة كل كويتي تتناقلها للأجيال.

اليوم نتذكر الغزو العراقي واحتلال الكويت وتداعياته، حين خسرنا حرب الاحتلال، لكننا لم نخسر المعركة التي انتهت بتحرير الكويت، وخسارة العدو العراقي خسارة فادحة لا يزال يدفع ثمنها حتى الآن.

قد تكون طويت صفحة الغزو العراقي باندحار الجيش المحتل وتحرير الكويت، وعودة الشرعية، لكن الآن يجب ان نتحدث وبكل صراحة عن الغزو الناعم الحالي، الذي كانت نتيجته احتلال بلدنا برضانا مع الأسف، فنحن نرى هذا الاحتلال ونشعر به، لكننا لا نحرك ساكناً!

كل ذي لب يعرف تمام المعرفة أننا سلمنا "لحانا" بيد غيرنا، ونحن لا نعلم، قد لا يشعر البعض منا بهذا الاحتلال، لكن صاحب البصيرة والمراقب لمجريات الأحداث يشعر بالخوف الشديد من التركيبة السكانية الخطيرة، والتي جعلت الوافدين ثلاثة أضعاف المواطنين، وليس هذا فقط، بل هناك غزو ثقافي منظم اسقط ثقافتنا التي هي جزء من تاريخنا، لتحل محلها ثقافتهم التي قدموا الينا فيها وفرضوها علينا!

من خلال ما اسموه هم، وليس نحن، مستشارون، وإلا ماذا يعني إغلاق قناة "القرين" المشاهدة، التي يرى فيها المواطن الكويتي ثقافة وتاريخ بلاده العظيم، ويتذكر الزمن الجميل ليحل محلها برنامج "القهوة" إياها الذي أثار غضب الكويتيين كلهم، ويعتبر قتلا لثقافتنا، وتكريسا للغزو والاحتلال الناعم، فمن ليس له تاريخ واضح جدا، بما لا يقبل الشك انه يحاول طمس تاريخنا الوطني، وطمس ثقافتنا الوطنية لتكريس الاحتلال الناعم، وفرضه كأمر واقع في محاولة مدروسة تم تنفيذها للتأثير على النشء، وإيهامهم أننا وطن من دون ثقافة، ولا هوية وطنية.

ولا احد يستطيع ان يقول إنهم لم ينجحوا بذلك، لذا لابد من إنقاذ ما يمكن انقاذه، والعودة السريعة الى جذورنا، وسرعة العمل على تحرير بلادنا من الاحتلال الناعم الذي جعل البعض منهم يتصور ان الكويت وطن بديل لا يغادره، حتى وان بلغ سن التقاعد.

الأمر المهم الآخر سرعة التخلص من المستشارين الوافدين، ومن في حكمهم، وإحلال العناصر الوطنية محلهم، والتركيز على دعم الثقافة الوطنية الكويتية، بكل قوة، لتعيد للكويت وجهها الوطني الخليجي الذي تكاد تفقده، فقد بلغ السيل الزبى، فما الذي ننتظر حتى نتخلص من هذا الاحتلال الناعم، قبل ان يجعلونا غرباء في وطننا... زين؟

آخر الأخبار