الأربعاء 15 يناير 2025
17°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 م. عادل الجارالله الخرافي
كل الآراء

إصلاح لم يرَ النور

Time
الأحد 04 أغسطس 2024
View
40
م. عادل الجارالله الخرافي

مشروعان وددت تنفيذهما، تقدمت بهما، ضمن مشاريع عديدة خلال تجربتي في العمل التطوعي المهني والعمل السياسي، لكن للأسف الشديد لم يحالفهما الحظ في التنفيذ بسبب عثرات وضعت من آخرين كنت أتمنى منهم الدعم والمساندة، وتنفيذهما ليس لمنفعة شخصية، إنما للمصلحة العامة.

المشروع الأول، هو استخدام نظم المعلوماتية الحديثة لتحويل انتخابات مجلس الأمة إلى نظام إلكتروني في التصويت وفرز الأصوات، وهو نظام متعارف عليه ومعمول به في جُل الانتخابات في الديمقراطيات الحديثة.

واستخدام هذا النظام لا يتعارض مع الدستور، ولائحة مجلس الأمة وقانون الانتخابات، بل ينسجم معها بما يفعل، ويسرع، ويكرس نزاهة و مصداقية العملية الانتخابية.

ورغم أهمية هذا المشروع ومواكبته للتطور في العمل البرلماني، وهو ذو طبيعة فنية، إلا أنه لم يدخل حيز التنفيذ بسبب من لم يمتلك الوعي الكافي بأهمية تطوير العملية الديمقراطية، بل وعارض المشروع، وعمل على إفشاله، وذلك، للأسف الشديد، أمر محزن.

أما المشروع الثاني الذي تقدمت به فكان يهدف إلى تحقيق أللا مركزية في العمل البلدي، إذ لا يستقيم مع النمو السكاني والتوسع العمراني، أن تكون جميع مناطق الكويت تحت إشراف ورقابة و تنظيم جهاز مركزي واحد هو بلدية الكويت. واللامركزية في العمل البلدي هي من الممارسات الحديثة و واسعة الانتشار في التخطيط العمراني، والعمل البلدي، إذ تكون لكل محافظة بلديتها الخاصة بها، وتكون لها ميزانيتها المستقلة وإيراداتها الخاصة بها، فتمارس وظائفها ومهماتها بموجب معرفتها بخصوصيات المحافظة ومتطلبات قاطنيها وعلى نحو يسهل معيشتهم.

وكل ذلك في إطار نظام إشرافي واحد ونظم وقواعد موحدة تحت الإشراف العام والرقابة من بلدية الكويت، وهذا المشروع لم ير النور كذلك، وتم وأده منذ ولادته، وأول من أعاق المشروع، للأسف الشديد، هو من دربته في إطار المشروع، ثم أصبح سياسيا بعد ذلك، وكان أول أعماله وأد هذا المشروع.

والعبرة في كل ما ذكرت، إن التطوير ممكن والتحديث متيسر وهذه سنة الحياة، وأبناء الكويت يملكون الرؤى والأساليب والأدوات، ويتطلعون إلى التطور والحداثة، لكن ماذا نفعل إذا كان ذلك رهن السياسة والسياسيين ورؤاهم وقراراتهم وأحكامهم؟

وبيت القصيد هنا، أن السياسة وروادها عندنا قابعون في التقليد والقديم و"الهون أبرك ما يكون"، وليس أدل على ذلك أكثر من أننا نعيش تجربة سياسية وممارسة ديمقراطية لم تشهد تقدما ملحوظاً عبر ستة عقود فالوسائل و الأدوات والنظم هي هي ولم تتغير، ولذلك لا نزال نحن إلى الآن في دوامة متكررة من المشكلات السياسية، وقد قال سبحانه في محكم التنزيل: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) صدق الله العظيم، فهل من مدّكر؟

آخر الأخبار