الجمعة 09 مايو 2025
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 نايف عبدالهادي القحطاني
كل الآراء

هي أشياء لا تشترى

Time
الأحد 04 أغسطس 2024
View
90
نايف عبدالهادي القحطاني

في ظل زخم الحياة المتسارع، وطغيان المال على النفس البشرية، بما تحويه من قيم أخلاقية، وتقديم المصالح الدنيوية على المعتقدات الراسخة. وفي زمن أصبحت فيه لغة الأرقام المادية اللغة السائدة على سائر اللغات الإنسانية، فلا قيم معتبرة، ولا إنسانية محسوبة، فلا بأس أن يُزال العديد من البشر من الكون، في سبيل تحقيق أرقامهم المزعومة.

لكن رغم كل ذلك لا تزال هناك بقية باقية في هذا العالم الجديد متمسكة بمبادئها، وتتعامل مع الآخرين وفق قيم الشريعة السمحاء، التي تعامل البشر كأرواح ذات عقيدة صافية موحدة لله، عز وجل، وفطرتها تدلها على الخير، وإن سعوا أصحاب الأجندة الغربية والرأسمالية إفسادها.

فهم مؤمنون أن عقيدتهم وقيمهم "أشياء لا تشترى" في زمن المال والأرقام، ولا يمكن أن تكون "كرت" في مفاوضاتهم مع الآخر، هؤلاء هم من ينطبق عليهم قول الله تعالى: "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه"، فهم ينتصرون للمبادئ مهما كلف الأمر، وليس من أخلاقهم البراغماتية التي يتغنى بها البعض، ويعتبرها من الحكمة والعقلانية، والذكاء السياسي. فهم لم يكن ليتنازلوا ولو عن جزء من المبادئ لتحقيق المكاسب المادية على حساب معتقداتهم، وعلى حساب الصعود على آلام الآخرين.

وللأسف نجد في زماننا هذا بعض من تولوا أمور المسلمين من قياديين في مختلف قطاعات الدولة، يلجأون للكذب والغش والتزوير، وكل الأخلاقيات المنحطة التي حرّمها الله من غير ورع وتقوى بحجة أنه لا يمكن العيش في زماننا هذا من غير اللجوء إلى هذه الأساليب. سبحان الله منذ متى كانت معصية الله تعالى سبب سعادة الإنسان ومكاسبه، والله تعالى يقول:"وَمَن يتَّقِ اللهَ يجعَل لَه مَخرَجاً، وَيرزُقهُ مِن حَيثُ لا يحتَسِب".

فآن لسمو رئيس مجلس الوزراء أن يبحث عن الفئة التي تعتبر القيم والمبادئ "أشياء لا تشترى" ويوليهم أمور المواطنين، فأزمة الكويت ليست أزمة عقول إدارية، بل هي أزمة ضمير غاب عن الكثير من القيادات الحالية في مختلف الوزارات.

كاتب كويتي

nayefalsayaah@

آخر الأخبار