قوات الأمن تستخدم خراطيم المياه لتفريق المحتجين في بنغلاديش قبل تقديم رئيسة الحكومة الشيخة حسينة استقالتها وفرارها من البلاد (وكالات)
الشيخة حسينة فرّت مع شقيقتها الصغرى على مروحية عسكرية... وقائد الجيش تعهد التحقيق في قتلى الاحتجاجات
دكا، عواصم - وكالات: أعلن رئيس أركان الجيش البنغلاديشي واكر الزمان، استقالة رئيسة الحكومة الشيخة حسينة واجد من منصبها، على إثر احتجاجات شعبية حاشدة وصل صداها إلى منطقة الخليج، وقال واكر الزمان في كلمة متلفزة إن رئيسة الحكومة الشيخة حسينة واجد استقالت من منصبها، مناشداً المواطنين بالكف عن العنف وأن يثقوا بالجيش البنغالي بالمرحلة الحالية، قائلا "سنعيد السلام وسيجري الجيش تحقيقاً في كل عمليات القتل التي حدثت على مدى الأسابيع الماضية"، لافتا لانعدام الحاجة لفرض حظر التجوال أو أي إجراءات طوارئ، مضيفاً: "امنحونا بعض الوقت وسنجد حلاً".
وأكد أن محادثات جارية لتشكيل حكومة مؤقتة، مبيناً أن ممثلين عن الأحزاب السياسية الرئيسية كانوا حاضرين في المناقشات مع الجيش، مضيفا أنه لم يكن هناك أى قائد من رابطة عوامي خلال اللقاء مع قادة الأحزاب السياسية، موضحا أنه عقد اجتماعا مع قادة الحزب الوطنى البنغالي وحزب جاتيا والجماعة الإسلامية، وقال "سنتوجه إلى القصر الرئاسي، وهناك سوف نجري مناقشات مستفيضة حول تشكيل الحكومة المؤقتة"، مضيفا "بلادنا تتعرض لأضرار، فيما يتعلق بالاقتصاد"، وحض الشعب على التعاون مع الجيش لإصلاح الأضرار والتحلي بالصبر إلى أن يتحقق ذلك.
من جانبها، أكدت تقارير أن الشيخة حسينة قدمت استقالتها وغادرت المقر الرسمي لاقامتها على متن مروحية عسكرية وبصحبتها شقيقتها الصغرى الشيخة ريهانا، حسبما ذكرت صحيفة "دكا تريبيون"، وقالت مصادر إنهما توجتها إلى ولاية بنغال الغربية بالهند، في حين اقتحم آلاف المتظاهرين مقر الشيخة حسينة الرسمي في العاصمة دكا، وكان قادة الاحتجاجات دعوا إلى تظاهرات أمس، متحدّين حظر التجول، بعد يوم من مقتل نحو 100 شخص بينهم 13 من عناصر الشرطة وإصابة مئات آخرين أول من أمس، في مواجهات عنيفة شملت مناطق مختلفة، وهي أكبر حصيلة للضحايا في يوم واحد منذ بدء الاحتجاجات على حصص التوظيف في القطاع العام في يوليو الماضي، وقالت تقارير إن الحصيلة الإجمالية لضحايا الاحتجاجات ارتفعت إلى 300.
وشددت السلطات في بنغلاديش حظر التجول في كل أنحاء البلاد، وقال أمر صادر عن وزارة الداخلية إن حظر التجول سيظل ساريا حتى إشعار آخر من الساعة السادسة مساء في كل المدن والأقسام والمقاطعات والمناطق البلدية والمناطق الصناعية والبلدات في جميع أنحاء بنجلاديش، وتم الإعلان عن عطلة عامة لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من أمس.
وتصاعدت أعمال العنف عقب دعوة قادة الطلاب يوم السبت الماضي للعصيان المدني، بعدما رفضوا مقترح الحكومة إنهاء العنف عبر الحوار، وكانت السلطات استجابت لطلبات الطلاب بإصلاح نظام الحصص الوظيفية، بعدما أسفرت الاحتجاجات في منتصف الشهر الماضي عن مقتل نحو 200 شخص.
وخرج الآلاف إلى شوارع دكا لزيادة الضغط على شيخة حسينة لدفعها للاستقالة، وقال ناهد إسلام أحد منسقي حركة الطلاب المناهضة للتمييز أمام حشد مؤلف من عدة آلاف محتج في دكا: "لقد وصلنا إلى مطلب من نقطة واحدة باستقالة حكومة شيخة حسينة لضمان سلامة السكان وإرساء العدالة الاجتماعية"، مضيفا "سنطبق أعمال عدم تعاون شاملة عبر بنجلاديش اعتبارا من الأحد"، فيما تدفقت حشود إلى الشوارع بمختلف أنحاء دكا، وقالت حسينة في اجتماع مع قادة مجموعات مهنية مختلفة في مقر إقامتها الرسمي شديد الحراسة "أبوابي مفتوحة. أريد الجلوس مع المتظاهرين والاستماع إليهم. لا أريد أي صراع".