الجمعة 13 يونيو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 حسن علي كرم
كل الآراء

تجارة الإقامات ليست "كار" السوريين

Time
الثلاثاء 06 أغسطس 2024
View
2240
حسن علي كرم

لم يكن للسوريين، والى وقت قريب، ان يدنسوا ايديهم بعمليات التزوير، وبيع الاقامات المزورة، فتزوير الاقامات عادة تبقى من اختصاص اسيويين، او من مقيمين عرب لكن ليسوا سوريين.

كان عدد المقيمين السوريين في الكويت قبل جائحة "كورونا" لا يزيد عن اربعين الفاً، فالحكومة الكويتية فرضت على مواطني دول معينة من بينها سورية منع الدخول اليها، وكنت اتساءل: كيف لا يسمح للسوريين واللبنانيين دخول البلاد والاقامة والعمل، وسورية حافظ الاسد اول الدول التي دافعت عن تحرير الكويت، و لولا القرار السوري ربما تأخر التحرير.

اضافة الى ان السوريين واللبنانيين اكثر الجنسيات العربية من حيث الكفاءة وجودة العمل، لكن بعد جائحة "كورونا" انفرجت الابواب فعدد السوريين الان يناهز 200 الف مقيم، فكيف سمحوا لهؤلاء الدخول والاقامة والعمل، هل هؤلاء حزبيون او منتمون للطوائف الدينية والدينية الحزبية وبغطاء الانسانية، فذلك، ممكن فالمتدينون الكويتيون يتعاطفون حتماً مع الانتماءات الدينية الذين على شاكلتهم.

منذ انفجار الازمة السورية (2011)، وتجمهر حفنة من المتدينين الاسلامويين الكويتيين امام السفارة السورية في الكويت، ومطالبة الحكومة طرد السفير وقطع العلاقات، استجابة للمطالبات والدعوات التي جاءت بالتزامن من قرارات للجامعة العربية بتجميد عضوية سورية في الجامعة.

ايضاً من جانبها سحبت الحكومة الكويتية سفيرها في دمشق فيما دعت بمغادرة السفير السوري في الكويت، وتجميد العضوية وسحب السفير مهزلة.

الان بعد سنوات من القطيعة عاد تبويس اللحى واعادة العلاقات، فيما مازالت حكومتنا الرشيدة مصممة على قطع العلاقات، حتى وان اشرقت الشمس من الغرب وغربت من الشرق.

سورية اقرب دولة عربية الى قلوب الكويتيين، فالكويتيون يعرفونها منذ زمن طويل والسفن الكويتية التجارية التي كانت فيما مضى تحمل تجارة الهند من كراتشي او بومباي، كانت تنقل من الكويت الى حلب.

قطعاً انت اذا سألت احد اصحاب اللحى الذين حملوا السلاح ضد النظام السوري، وانضموا لـ"داعش" عن هذا التاريخ القديم سيصمت خجلاً من جهله بالتاريخ.

بالمناسبة إن هؤلاء الشباب الغر المندفعين المتحمسين يرون ان دخول الجنة باللحية، وبتكفير الاخرين، وحاليا سورية في نهاية 2024 ليست سورية 2011 وتقف على اقدام ثابتة، وعاد العرب الاضداد اليها غافلين عن اخطاء الماضي.

اربعة ملايين سوري غادروا، او فروا، او هاجروا منذ ازمة 2011، هؤلاء الاربعة ملايين لم يفروا الى بلاد العالم للتسول والشحاذة، انما ما ان استقروا في تلك البلاد حتى استعادوا انشطتهم التي اعتادوا عليها، بعضهم فتح محال اقمشة، وبعضهم ازياء واكسسوارت واخرون مطاعم فاخرة، وفي الكويت زاد عدد المطاعم السورية.

بعض مواطني الدول التي لجأت اليها الجاليات السورية ضجوا من وجودهم وأخذوا ينافسونهم في معيشتهم، لكن الحكومات تنتفع بالوجود السوري بدفع الضرائب، وهو مصدر اضافي على ميزانية الدولة، وتركيا مثالاً.

كون السوريين منافساً لـ"كار" الاسيويين ببيع وتزوير الاقامات فهذه ليست مهنة السوريين، ويبدو ان الشيطان كان سادس التجار ومزور الاقامات.

هؤلاء دخلوا في كار ليس لهم، وربما اغروهم بحجم المبالغ الهائلة التي انهالت عليهم في بضع سنين.

تجارة الاقامة تجارة الاغبياء، وتجارة من لا حيلة له، ابحثوا عن طرق متطورة للاقامة، ولا تذلوا المعذبين في الارض.

صحافي كويتي

[email protected]

آخر الأخبار