زين وشين
اتخاذ القرار القوي المناسب في الوقت المناسب من أهم صفات المسؤول، الذي يستحق المنصب، ويقدر المسؤولية، ويعمل لمصلحة وطنه ومواطنيه، ولا يخاف في الحق لومة لائم.
كل المواطنين صفقوا طويلاً، وقالوا بأعلى أصواتهم "عفية...نورة"، ونقصد بالتأكيد وزيرة الأشغال، وزيرة البلدية، الدكتورة نورة محمد المشعان التي اتخذت القرار القوي الذي عجز عن اتخاذه "المشوربين"، وهو قرار إنهاء خدمات جميع الوافدين في البلدية خلال ثلاثة أيام فقط، لفتح المجال أمام المواطنين الكويتيين ليحلوا محلهم.
وبذلك تكون الدكتورة نورة خطت أولى خطوات تحرير الدولة من الاحتلال الناعم الذي يعاني منه كل مواطن كويتي، والفأل إن شاء الله للبقية ليحذوا حذوها ليكتمل التحرير، وكم كنا نتمنى أن يكون من ضمن القرار إلغاء الإقامة مع إعطاء مهلة ثلاثة اشهر، بعدها يغادر من انهيت خدماته مع التشديد على عدم السماح بتحويل الإقامة على جهة أخرى، أو التحاق بعائل، أو القطاع الخاص، لكي يعود كل إلى بلده معززاً مكرماً.
وان لزم الأمر نقيم لهم حفل وداع جماعياً على غرار العرس الجماعي، اما إذا تم تحويل الإقامة فإن من انهيت خدماته سوف يخرج من الباب ليدخل علينا من الشباك، تحت بند المكافآت، أو أي مسمى آخر على أساس أن دولة الكويت أصبحت وطناً بديلاً، حتى ألغى كل واحد منهم فكرة العودة إلى بلده بشكل نهائي، ولا طبنا ولا غدا الشر!
عاشت نورة.
فكم كويتياً بحاجة ماسة إلى الوظيفة سوف يتم تعيينه؟، ويجد فرصة عمل بعد هذا الـقرار الشجاع للوزيرة الموقرة، وكلهم سوف يدعون الله، عز وجل، لها لإيمانها بمبدأ ان أهل البلد أولى ببلدهم، وهم بحق من يخدمونه بإخلاص، ويخدمون أهله، وليس الوافد، الذي في أحسن الأحوال، يكون داخلاً بالربح، سالماً من الخسارة.
وياليت الدكتورة مسؤولة عن ديوان الخدمة لتتخذ القرار نفسه، وتقلب موازين الدور الثامن رأساً على عقب، ذلك الدور الذي يرسل خريج هندسة البترول للعمل في "الأوقاف" لضرب البنية التحتية للوطن، وإحباط وقتل طموح المواطن.
وبالمناسبة لم يسأل أحد عن ذلك المستشار الجهبذ بديوان الخدمة الذي ضبط في قضية تسود الوجه، وهل لا يزال على رأس عمله، أم حل محله مستشار آخر من بني جنسيته؟
سلموا لي على "جديلة" الدكتورة نورة حفيدة خالد المشعان، رحمه الله، التي تجاوزت الحواجز الوهمية، وأخذت القرار الصعب الذي يعجز عنه "المشوربين" وأيضاً عفية... نورة... زين.