على وقع الاحداث الجارية في العالم العربي، ثمة ضرورة كي تكون هناك هيئة او لجنة طوارئ في مجلس الوزراء، تجتمع وتضع الخطط حيال كل التطورات المحتملة.
واذكر في هذا المجال ان هذا الموضع طُرح حين كنت عضوا في مجلس الامة، وكان الاقتراح ان تشكل لجنة من الجهات المتخصصة لمتابعة التطورات في الاقليم، وكيفية مواجهتها على الصعيد الداخلي.
ولقد اثبتت جائحة "كورونا" صواب المقترح، خصوصاً بعد الاجراءات المتسارعة حينها، والتي اتسمت بنوع من عدم التنسيق، فكان الكثير من الهدر المالي الذي تكشف عن فساد، وبالتالي لا بد من الاستفادة من التجربة الماضية.
اضف الى ذلك ان الجميع في الكويت على قناعة ان وجود مثل هذه الهيئة او اللجنة ضرورة، للعمل على ترتيب الامور داخليا بما يحفظ البلاد من تبعات التطورات الساخنة التي لا شك انها ستؤثر بشكل او اخر على المنطقة ككل.
صحيح ان الاطمئنان احد عناصر القوة، وان الدول تعمل على ذلك من خلال الايحاء ان لا وجود لما يعكر الاستقرار، لكن طالما ان الاحداث قريبة منا، وهناك الكثير من الاطراف التي تتحين الفرصة لكي تعمل على تحقيق اهدافها المشبوهة حيال دول الخليج، ومنها الكويت، فلا بد من وجود تلك الهيئة او اللجنة، لكي تستبق اي تطورات سلبية، خصوصاً ان الأحداث التي تشهدها المنطقة، منذ السابع من أكتوبر الماضي التي ارخت بظلالها على كل الدول، وهذا لا شك ترك تبعات على اقتصادات الدول كافة، وعلى الاوضاع الداخلية في كثير من المحيط.
كما أن هناك مخاوف إقليمية من اشتعال المنطقة ككل، لان ثمة مجانين يسعون إلى الحرب الشاملة سعياً منهم لتحقيق أهدافهم، وكما بات معروفاً أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو يهرب إلى الأمام من مواجهة مشكلته الداخلية بالمزيد من العنف، وعلى هذا الأساس، وكما هو متوقع فإن الحرب يمكن أن تقع في أي لحظة، فهل هناك استعدادات داخلياً لمواجهة تلك التبعات؟
لن نتدخل في أعمال الجهات المعنية، لكن لا شك أن الاسئلة يجب أن تطرح على خلفية الوضع النفسي للناس الذين سرعان ما يقعون في شراك البلبلة حين يكون الامر يتهددهم، حتى لو كانت الاحتمالات ضعيفة، إلا ان هؤلاء يتساءلون عن الامن الغذائي والوقود، وغيرها من الشؤون اليومية، لا سيما ان دول الخليج، ومنها الكويت، تعتمد على نحو 80 في المئة من مواردها اليومية على الخارج، فهل ثمة خطط لتفادي اي وضع محتمل اذVBا تعرقلت سلاسل الامداد؟
هناك امور كثيرة لابد من اخذها بعين الاعتبار، والتنسيق ضروري بين كل الجهات المعنية، لهذا فإن هيئة او لجنة الطوارئ في مجلس الوزراء هي احدى الضرورات في هذه الأيام، كي تكون الدولة مستعدة لمواجهة الاحتمالات السلبية.