الاثنين 16 سبتمبر 2024
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 محمد الفوزان
كل الآراء

رحم الله القائد الشهيد

Time
الأربعاء 07 أغسطس 2024
View
70
محمد الفوزان
قصص إسلامية

السلطان نور الدين محمود زنكي الكردي مشروع مقاومة، قال عنه الحافظ الذهبي في السير: "صاحب الشام الملك العادل نور الدين ناصر، أمير المؤمنين، تقي الملوك، ليث الإسلام أبو القاسم محمد".

ولد في شوال سنة 511هجرية، وقال عنه ابن الأثير: "طالعت السير، فلم أر فيها بعد الخلفاء الراشدين، وعمر بن عبد العزيز، أحسن من سيرته، ولا أكثر تحريا منه للعدل".

ومن سيرته أنه:

- أظهر السنة بحلب وقمع البدعة.

- بنى المدارس والجوامع، والمساجد في حلب وحمص، ودمشق، وبعلبك، ودار الحديث وأنشأ المارستان.

- وأبطل المكوس.

- وبنى دار العدل وأنصف الرعية، وكان يعقد في دار العدل في الجمعة أربعة أيام، ويأمر بإزالة الحاجب والبوابين.

- وجاهد الكفار والأرمن، وكسر الفرنج مرات عدة، ودوخهم، وأذلهم، وكسرهم يوم موقعة حارم، وكانوا 30 ألفا، فقل من نجا، وانتزع من الكفار نيفا وخمسين مدينة وحصناً.

- وجهز جيشا مع نائبه أسد الدين شيركوه، فاستعاد مصر من العبيديين الإسماعيلية، وصفت الديار المصرية لشيركوه نائب نور الدين، ثم لصلاح الدين الذي استأصل العبيديين.

- وكان يتعرض للشهادة، وسمعه كاتبه يسأل الله أن يحشره من بطون السباع وحواصل الطير، وكان يقول: "طالما تعرضت للشهادة فلم أدركها".

قال الحافظ الذهبي معقبا: "قد أدركها على فراشه، وعلى ألسنة الناس: نور الدين الشهيد".

- ووقف على الضعفاء، والأيتام، والمجاورين، ووقف كتباً كثيرة مثمنة.

- وأمر بتكميل سور المدينة النبوية، واستخراج عين في جبل أُحد كان قد دفنها السيل.

- وكان زاهداً عابداً متمسكاً بالشرع، وكان حنفياً يراعي مذهب الشافعي ومالك، وكان يلازم السجادة والمصحف، ويميل إلى التواضع وحب العلماء والصلحاء، ويقربهم إليه، ويستشيرهم، ويتجنب الكبر، ويتشبه بالأخيار.

- وكان مثقفاً كثير المطالعة، وروى الحديث، وأسمعه في الإجازة، وراسل بعض العلماء كابن الجوزي.

- وكان لا يأكل ولا يلبس إلا من عمل يده، ينسخ تارة، ويعمل أغلافاً تارة، وكان له عجائز، فكان يخيط الكوافي، ويعمل السكاكر، فيبعنها له سراً ويفطر على ثمنها، وكان له ملك قد اشتراه من سهمه من الغنيمة يتصرف منه، ولقد طلبت زوجته منه فأعطاها ثلاثة دكاكين فاستقلتها، فقال: "ليس لي إلا هذا، وجميع ما بيدي أنا فيه خازن للمسلمين".

ويتهجد كثيراً، وله أوراد في الليل والنهار، وكان كثير الصوم، وكان ذا خوف وورع، ويصلي في جماعة ويتلو ويسبّح.

وأما سماته الشخصية:

فقد كان حسن الصورة مليح الوجه، أسمر، واسع الجبهة، له لحية في حنكه، ولا شعر في وجهه سواه، حلو العينين، وكان طويلا، وكان مهيباً وافر الهيبة، مع تواضعه ولطافته، وما تبسم إلا نادراً، وكان من أقوى الناس قلباً وبدناً، لم ير على ظهر فرس أحد أشد منه، كأنما خلق عليه، وكان حسن الرمي، وكان مليح الخط.

وأما الهدف الذي كان يسعى الى تحقيقه في حياته فهو: حفظ الدين، وسياسة الدنيا به، وتعبيد الناس لله، وأطرهم على الحق أطرأ، ودفع الكفار عن بلاد المسلمين، وقمع أهل البدع وغيرهم.

رحم الله القائد الشهيد رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.

إمام وخطيب

[email protected]

آخر الأخبار