تَصَوُّرك للأمور يُحَدِّد مَصِيرَ حَيَاتِكْ

حوارات

يشير مصطلح المَصِير الحياتيّ في هذه المقالة الى ما سينتهي إليه أمر الانسان في مسيرة حياته الخاصة، وما يمكن أن يحدث له في تفاعلاته مع الآخرين في الحياة العامة، وما سيحدّد هذا الأمر هو طرق التفكير التي يتّبعها، لا سيما كيفية تكوينه لوجهات نظره الذاتيّة تجاه العالم الخارجي (تصوّره للأمور)، والعوامل التي تؤثر سلباً أو إيجاباً فيها، وخصوصا ما سيساهم في تشكيل طبيعة الحياة التي سيعيشها في حاضره ومستقبله، وما سيحدّد طبيعة تصوّر المرء لما هو خارج نفسه سيتحكّم به طرق تفكير وسلوكيّات معيّنة، نذكر منها ما يلي:

-الاختيار بين التفكير التقليدي والتفكير خارج الصندوق: سيحدّد تصوّرات الفرد وطرق تعامله مع ما يتعرّض له في حياتيه الخاصّة والعامة، نوع التفكير الذي يختاره بإرادته، فمن يستمر يتّبع التفكير التقليدي في كل شيء (العقل الجمعيّ) لا بد أن يصل الى الاستنتاجات المُتَّفق عليها نفسها من الأغلبية في بيئته (إفتراضات وتخيّلات غير دقيقة).

لكن من يستعمل التفكير خارج الصندوق تتشكّل تصوّراته الذاتيّة بشكل بعيد النظر.

-الإفتراضات الفكريّة تحدّد تصوّرات الانسان: يجب أن تستند الافتراضات الفكريّة تجاه العالم الخارجي الى الحقائق والأدلة والبراهين التي يمكن التثبّت منها، ولا يجب أن تكون مبنيّة على الأوهام الشخصيّة، أو المستوردة من خارج العقل، والافتراضات الفكريّة الذاتيّة ستحدّد أساليب عيش الحياة الخاصّة، وستستند عليها على وجه العموم مسيرة الحياة الشخصية.

-تقدير الذّات والتصوّرات الذاتيّة: كلما قلّ تقدير المرء لنفسه قلّت معرفته لقيمته الحقيقية، وظهر عجزه في تصوّر حاضر ومستقبل مختلف له، ومن يعرف القيمة الحقيقية لنفسه يرى الأمور في العالم الخارجي كما هي على حقيقتها، ويختار لنفسه الأفضل.

- التَّبَعِيَّة العَمْيَاء تشوّش التصوّرات الذاتيّة: النتيجة الحتمية للتّبعية العمياء للايديولوجيات ولمنظِّريها المؤثّرين هي تشوّش تصوّرات ووجهات نظر الضحيّة عن العالم من حوله، والتّابع الغافل هو نسخة مطابقة للمتبوع صاحب الشخصية الكاريزمية، يرى ويفكّر ويتصوّر الأمور كما يراها ويفكّر بها ويتصوّرها سيّده الأيديولوجيّ، فتَبّاً للتّبعية العمياء بسبب ما أهدرت من طاقات إنسانيّة إبداعيّة!

كاتب كويتي

@DrAljenfawi