زين وشين
خبير "الدياج"، عافاه الله، يقول انه مؤرخ كويتي، وخبير بلهجة اهل الكويت، والدليل على ذلك يقول ان "الدجاج" عند اهل المدينة ينطق دياي، والبدو يقولون "دياج"! هذا ما تفتق عنه ذهن الخبير الكبير النابغة باللهجة الكويتية.
والله، وبالله لم اسمع في حياتي كلمة "دياج" لا من البدو ولا الحضر، فأهل القرى والبدو يقولون دجاج، واهل المدينة يقولون دياي، وانتهى الأمر عند هذا الحد.
وللعلم ان كلمة "رجاجيل" تنطق في المدينة "ريايل"، اما البادية والقرى فيقولون "رياجيل" للتخفيف، فلهجتهم لهجة رشيقة لا تقبل الثقل، بينما يقولون عن الضيوف "مسايير" والمسجد "مسيد"، والجمع "مسايد"، وهناك توافق بين كل اللهجات.
هذا ما جرى العرف عليه عند تكرار الحرف، بمعنى حرف وراء حرف، في كلمة واحدة كقولهم "دكاكين" فإن الحرف الاول ينطق سليما، والحرف الثاني ينطق اقرب للتاء والسين "دكاتسين"، لمن يهرف بما لايعرف.
مشكلتنا في الكويت كثرة من اصبحوا خبراء باللهجة، بينما تجد واحدهم لهجته غير سليمة، او لهجة هجين، لا إلى هؤلاء ولا إلى اولئك، ويفتي باللهجات، كذلك تجدهم كلهم خبراء بالأنساب والأصول، وتجد واحدهم عليه قيد امني!
في الكويت هناك ثلاث لهجات لا رابع لها، لهجة اهل المدينة، ولهجة البدو، ولهجة اهل القرى الجهرة والقصور، وهناك اختلاف بسيط بين لهجة شرق وجبلة، واختلاف واضح في لهجة اهل فيلكا القديمة التي اندثرت بعد هجر الجزيرة، واندماج اهلها مع اهل المدينة!
المشكلة الحقة ان الحكومة لا تسمع ولا ترى، ولا تتكلم، وتاركة الموضوع وكأنه لايعنيها نهائياً، وكأنها ليست مسؤولة عن تراثنا الوطني، اذ يفترض في الحكومة ان تمنع غير الكويتي من الخوض في هذه المواضيع، خصوصا مواضيع الأنساب واصول العائلات الكويتية.
كذلك تمنع المدعين من الخوض في مواضيع لا تخصهم، كذلك يجب دعم الخبراء الحقيقيين باللهجة والأنساب لسحب البساط من تحت المتحذلقين...زين.