حوارات
يشير مصطلح "القيم الأخلاقية" الى مجموعة قواعد سلوكيّة متعارف عليها في البيئة الاجتماعية، وفي المجتمعين، العربي والإسلامي، تمثّل قيم العدل، والمساواة، والأمانة، والإخلاص في العمل، وتقوى الله عز وجل في السرّ وفي العلن، وتقدير النِّعَمْ، وغضّ البصر، وتحرّي الرِّزق الحلال، والتواضع، بعض القيم الأخلاقية التي من المفترض أن يلتزم بها أغلبية أعضاء المجتمع المسلم.
ومن بعض ما أعتقد أنها أسباب ضعف التزام الأخلاق في بعض المجتمعات المسلمة في عالم اليوم المضطرب، نذكر ما يلي:
-ندرة القدوات الحسنة: تندر القدوات الحسنة في المجتمعات عندما يقل فيها عدد الصالحين، إمّا بسبب التضييق المتعمّد عليهم، أو بسبب ما يؤدّي إليه شيوع الاستعمال المسيء لشبكات التواصل الاجتماعي، من نشر للقدوات السيّئة في البيئة الاجتماعية.
-التديّن المزيّف وعلماء السُّوء: المتديّن المزيّف، وعالم السُّوءِ يتاجران بالديّن لتحقيق مصالحهما الدنيوية، فهما متديّنان خارجياً وفاسدان باطنياً.
ومن أبرز علامات هذا النفر المنافق هو تكلّفهم السلوكيّ المُفرِط، وامتلاكهم لعيونهم في البكاء، وقتما يشاؤون، وزهدهم الخارجي، وانغماسهم في مَلَذَّات خفية، وتقرّبهم المتذلّل الى أهل المال والنفوذ.
ولقد قال ابن القيّم (رحمه الله): "علماءُ السَّوْءِ جلسوا على بابِ الجنَّةِ يدعونَ إليها الناسَ بأقوالِهِم ويَدْعونَهُم إلى النار بأفعالِهِم؛ فكلَّما قَالتْ أقوالُهُم للناس: هَلُمُّوا! قالتْ أفعالُهُم: لا تَسْمَعوا منهم! فلو كان ما دَعَوْا إليه حقاً كانوا أولَ المستجيبين له! فهم في الصورة أدِلَّاءُ وفي الحقيقةِ قُطَّاعُ الطريق".
-التهافت على الدنيا: كلما طغت الشهوات بين الناس تهافتوا وتكالبوا على الدّنيا، وقلّ التزامهم بالقيم الأخلاقية الإسلامية، والدنيا هي القناع المُفضّل للشيطان!
-تقليد الثقافة الغربية العلمانيّة: ما إن تدخل الثقافة الغربية العلمانية في أي مجتمع عربي أو مسلم حتى تنخر فيه نخر السّوس في الخشب عن طريق تفتيت ركائزه وقيمه الأخلاقية الإسلامية، واستبدالها باِنْحِلال الأَخْلاق وفساد النوايا.
-هجر القرآن الكريم، وترك العمل بأخلاقه: من هجر قراءة الكتاب الكريم والتدبّر في معانيه الأخلاقية النبيلة، وترك العمل بأخلاقه لا بد أن تضطرب بوصلته الأخلاقية، فطوبى لمن تخلق بأخلاق القرآن الكريم.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@