الثلاثاء 13 مايو 2025
28°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 طلال السعيد
كل الآراء

"خبول التواصل"

Time
السبت 10 أغسطس 2024
View
120
طلال السعيد
زين وشين

قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي كنا لا نعرف "الخبول"، فقد كان "الخبل" لا يعرفه إلا أهله، أو أبناء الحي (الفريج) الذي يقيم فيه.

بعد وسائل التواصل اصبح "الخبل" مشهوراً، ومعروفاً لدى الجميع، مثل ذلك الإنسان الذي يصوّر ضيوفه وينشر صورهم في وسائل التواصل الاجتماعي، حتى لو زارته "عجوز شمطاء"، صورها ونشر الصور، وكأنما هو يمدح نفسه على حساب ضيوفه! فلا هو كريم، ولا من بيت كرم، لكنه حب الظهور على حساب القيم!

و"الخبل" الآخر الذي يصور نفسه قياماً وقعوداً، وينشر كل تحركاته، حتى وان كانت حركات "خبال" لا داعي لها، فالمهم عنده زيادة عدد المتابعين، تحت تأثير الشهرة، وهو لا يعلم انه اصبح مادة للسخرية، كل من رآه يتحمد الله على نعمة العقل! اما "الخبل" الكبير فهو ذلك الذي يهرف بما لا يعرف، لا لسبب إنما ليثبت تواجده في وسائل التواصل الاجتماعي، وهو بالأساس لا يفهم ماذا يقول، وبالتالي يندفع اندفاعاً غير مبرر، قد يدفعه ناحية الهاوية، فيجد نفسه تحت طائلة المسؤولية، وقد يصل به الأمر إلى محكمة الجنايات، عندها فقط يندم حين لاينفع الندم.

أما الطامة الكبرى فهو ذلك الذي يتمترس خلف اسم مستعار، ورقم هاتف خارجي، ويقذف ويطعن، ويسب ويشتم من يستحق، ومن لا يستحق مدعياً الشجاعة، وهو في الاساس اجبن من ان يواجه، ولولا الاسم المستعار والرقم الخارجي، لما اقدم على قول ما يقوله، هذا طبعاً ان لم يكن اداة بيد غيره.

وحين يقع يقول: "حسابي مخترق"، ولم يسأل نفسه: لماذا هو ينشئ حساباً أصلاً في وسائل التواصل، وهو ليس صاحب رسالة، ولا يمثل قيمة اجتماعية، او بالاصح ليس لديه ما يقوله ومثله يكتفي بالمتابعة.

اما "الخبل" الذي "مايترقع"، فهو ذلك الشخص الذي يسجل بالصوت والصورة فيديو يدينه إدانة لا مثيل لها، ويبثه في وسائل التواصل الإجتماعي، وما ان يصدر امر القاء القبض عليه، إلا توارى عن الأنظار، او غادر البلاد.

زبدة الحديث اقضبوا "خبولكم"، رحمة فيهم، وخوفا عليهم من الوقوع تحت طائلة المسؤولية... زين.

آخر الأخبار