الجمعة 11 يوليو 2025
42°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 طلال السعيد
كل الآراء

"جدري القردة"

Time
الأحد 11 أغسطس 2024
View
90
طلال السعيد
زين وشين

من "كورونا" إلى "أنفلونزا الطيور" إلى أمراض بعضها نعرف اسماءها، وبعضها نجهلها، واخيراً جاءونا بـ"جدري القردة"! كفانا الله شره، وحفظنا وحفظ بلدنا من كل شر ومكروه، والسؤال المهم :ماذا يراد بنا؟

لا نزال نتذكر "كورونا" وما صاحبها من ضجة في العالم كله، وليس في الكويت فقط، ولا نزال نتذكر تسابق الناس على اخذ اللقاح، وزحمة ارض المعارض خوفاً من المرض، خصوصا بعد نصب المستشفيات الميدانية، والحملات الاعلامية.

إلا ان هناك من المواطنين من لم يكترث بتحذيرات منظمة الصحة العالمية، ولم يطعّم، ولم يتقنع بالكمام، والنتيجة أن من حل اجله مات، فقد مات بعض من اخذ التطعيم، وسلم بعض من لم يأخذه!

نحن نؤمن ايماناً مطلقاً لا يقبل الشك أن الآجال بيد الله، سبحانه وتعالى، قدّرها وحددها، فلا يزاد فيها ولا ينقص منها، قال الله تعالى: "وَلَن يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تعملون".

واذا جاء الأجل لا يستقدمون ساعة، ولا يستأخرون، فلماذا كل هذا الهلع غير المبرر، رغم علمنا ان الوقاية خير من العلاج لتجنب الضرر، لكن ماذا بعد تجربة "كورونا" وجرعات التحصين التي قيل فيها ما لم يقله مالك في الخمر، حتى قيل انها كذبة كبرى، وأنها لا تتعدى كونها إنفلونزا شديدة، أو حمى عابرة تأخذ وقتها ثم ترحل، حتى انها اصابت من اخذ الجرعات الثلاث، ولم يسلم منها إلا القليل، وانتشرت بين الناس اشاعات عن لقاح "كورونا" لدرجة ان البعض منا اصبح ينسى اين وضع مفاتيح سيارته، ويقول ان ذلك بسبب جرعات تحصينات لقاح "كورونا"!

فأين ذهبت "كورونا" الان، وما الذي تبقى منها سوى الكمام الذي لا يزال البعض يتقنع به، واصبح عند بعض النساء بديلا عن النقاب، وبعض الآثار الجانبية التي شعر بها، وتحدث عنها كل من اخذ اللقاح؟

في عهد الفاروق عمر( رضي الله عنه) انتشر الطاعون في بلاد الشام، وكان عمر بن الخطاب يهم بدخول الشام وقتها، فنصحه عبد الرحمن بن عوف بالحديث النبوي: "إذا سمعتم بالوباء في بلد فلا تقدموا عليه وإذا وقع وأنتم فيه فلا تخرجوا فرارًا منه"، فعاد عمر وصحبه إلى المدينة.

وان شاء الله نسمع ونسلم من "جدري القردة" إلا اننا لسنا على استعداد لتكرار تجربة ارض المعارض و"كورونا"...زين.

آخر الأخبار