الثلاثاء 13 مايو 2025
28°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 طلال السعيد
كل الآراء

الدعم الشعبي

Time
الاثنين 12 أغسطس 2024
View
240
طلال السعيد
زين وشين

بعد الانتخابات الماضية، وبعد ظهور النتائج، وصلت الحال في الشارع الكويتي إلى الكفر بالديمقراطية ومخرجاتها، وعدم الرضى على ما آلت اليه الحال على المسرح السياسي، الامر الذي جعل الشارع الكويتي يرقص فرحا لمرسوم حل مجلس الامة، غير المأسوف عليه، ويلتف حول مرسوم الحل حتى المواطن البسيط الذي لا شأن له بالسياسة صفق لمرسوم الحل.

النتيجة الطبيعية للحل هو تحول الدعم الشعبي للحكومة التي توقع منها الشعب الكويتي انجازات «تبل كبده» بعد السنوات العجاف التي مر بها مع صراعات السلطتين على حساب الشعب الكويتي.

ومع ميلاد الحكومة الجديدة، وتسمية رئيس الوزراء الجديد توسم الناس خيراً، وتوقعوا انجازاً لا مثيل له على الاقل في موضوع رفع المستوى المعيشي للمواطن البسيط.

ما يجب ان تسمعه الحكومة انها بدأت تفقد الدعم الشعبي، فإذا كانت تدري فتلك مصيبة، وان كانت لا تدري فالمصيبة اعظم. قد تكون هناك مشاريع كبيرة مقبلة فيها صالح الوطن والمواطن، لكن واضح جداً ان الحكومة غير قادرة على تسويق نفسها، او قل غير قادرة على التفاهم مع الناس، او النزول إلى مستوى الشارع الكويتي، ومخاطبته بالأسلوب الذي يفهمه. على سبيل المثال قانون المرور الجديد يدور كله حول تغليظ العقوبات، من دون ان يعطى المواطن ميزة واحدة جديدة، مثل تمديد ملكية السيارة الخاصة ثلاث سنوات.كذلك الحال بالنسبة للإعلام اصبحت كل توجهات الوزارة ضد تطلعات المواطن الى درجة انه لم يعد يرى بالتلفزيون الرسمي ما يبحث عنه، فتلفزيوننا يغرد، لكن خارج السرب، وبدلاً من دعم الحريات اصبحت الاعلام اكثر وزارة ترفع قضايا على الناس، كذلك فمسؤولوها في مناسبة، ومن دون مناسبة، يهددون ويتوعدون، بدلاً من امتصاص غضب الشارع، وتحويل ذلك لمصلحة الحكومة، مما زاد النقمة الشعبية حتى اصبحوا يضربونها عدلة، وتطلع عوجاء، مثل القهوة اياها التي قلبت الشارع الكويتي عليهم بشكل غير مسبوق، وهذا دليل عدم التوفيق.

روى الإمام البخاري في صحيحه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، أنه قال: «إذا ضُيِّعَتِ الأمانةُ فانتظر الساعة، قال: كيف إضاعتُها يا رسول الله؟ قال: إذا أسندَ الأمْرُ إلى غير أهله، فانتظر السَّاعة».

آخر الأخبار