الجمعة 09 مايو 2025
30°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
عميد 'آل الصباح'... وداعاً
play icon
سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد وفقيد الكويت سمو الشيخ سالم العلي
المحلية

عميد "آل الصباح"... وداعاً

Time
الثلاثاء 13 أغسطس 2024
View
210
فقيد الكويت الشيخ سالم العلي أفنى حياته في خدمة بلاده وتعزيز أمنها ووحدتها

فجعت الكويت امس برحيل عميد أسرة آل الصباح الكرام سمو رئيس الحرس الوطني الشيخ سالم العلي الذي انتقل إلى جوار ربه الكريم عن عمر ناهز 98 عاما أمضاها في خدمة بلاده وتعزيز أمنها ووحدتها وتلاحم أبنائها.

مسيرة عطاء

وطوال مسيرته العامرة بالعطاء تقلد فقيد الكويت عددا من المناصب الرسمية إضافة إلى المناصب الفخرية كما كانت له الكثير من الأعمال الخيرية والمشاريع المجتمعية التي أقامها على نفقته الخاصة داخل الكويت وخارجها.

ولد الراحل العام 1926 في فريج الشيوخ بمنطقة الوسط الواقعة في قلب مدينة الكويت حاليا، وبدأ تعليمه وفق التقاليد السائدة حينذاك في فريج الخميس على يد الملا حماده ثم الملا مرشد السليمان.

وبعد أن تلقى التعليم التقليدي التحق الشيخ سالم بالمدرسة المباركية التي كانت أول مدرسة نظامية أنشئت في الكويت ثم انتقل للدراسة في المدرسة الأحمدية وتلقى عن معلمي المدرستين المواد الأدبية والعلمية.

وبعد ظهور النفط في أوائل الخمسينيات وبدء إسهام عوائده في التنمية في الكويت التحق الفقيد بسلك الخدمة العامة وترأس خلال تلك الفترة الكثير من المشاريع التي تمحورت حول بناء الكويت وإدخال أساليب الحياة العصرية والمدنية إليها.

وفي منتصف الخمسينيات ارتبط سمو الشيخ سالم العلي في بداية حياته العملية بالمغفور له الشيخ فهد السالم المبارك الصباح في أول أعماله حيث تولى الفقيد منصب نائب الرئيس للشيخ فهد السالم الذي كان يشغل آنذاك منصب رئيس دائرتي البلدية والأشغال.

مجلس الانشاء

وظل فقيد الكويت في ذلك المنصب حتى تولى العام 1959 رئاسة مجلس الإنشاء وكان من مهامه في ذلك المجلس التخطيط الذي أسهم في نهضة الكويت وتطورها، كما تولى سموه رئاسة دائرة الأشغال التي كانت معنية بتنفيذ الكثير من مشاريع البناء.

رئيس "البلدي"

وفي مطلع الستينيات تولى الراحل منصب رئيس المجلس البلدي الذي كانت قوانينه تنص حينها على أن يتولى رئاسته أحد أفراد الأسرة الحاكمة من آل الصباح الكرام وتناط به أعمال التنظيم والعمارة والمحافظة على الصحة العامة والنظافة والتجميل وإنشاء المجمعات العمرانية الجديدة.

وزير الأشغال

وبعد استقلال الكويت في عام 1961 ساهم سموه في عضوية المجلس التأسيسي الذي أنيط به إعداد الدستور، وتولى حينها منصب وزير الأشغال في أول حكومة تم تشكيلها في البلاد بعد الاستقلال، وذلك في عهد المغفور له أمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم.

وفي الحكومة الثانية التي شكلت في العام 1963 استمر الفقيد في منصبه وزيرا للأشغال حيث كانت البلاد تشهد نهضة عمرانية كبيرة، واستمر في ذلك المنصب حتى العام 1964 كما تولى في العام 1963 منصب أول رئيس فخري لجمعية المهندسين.

رئيس الحرس الوطني

وتتويجا لمسيرة العطاء الوطنية تقلد الراحل في العام 1967 منصب رئيس الحرس الوطني حيث عمل على تأسيسه ككيان وطني حيوي مسؤول عن تعزيز الأمن والأمان في البلاد وترسيخ الاستقرار في ربوعها وتطوير كوادره ومرافقه.

مساندة الجيش

وحرص سموه خلال ترؤسه للحرس الوطني على تعزيز مهامه في مساندة الجيش في الدفاع عن الوطن ضد كل من يعتدي على ترابه الطاهر أو يحاول اختراق حدوده ومعاونة قوات الشرطة في الحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية الجبهة الداخلية ضد كل الأخطار التي تتهددها وتأمين الأهداف أو المنشآت الحيوية في البلاد والاستعداد الدائم لتلبية أي مهمة أخرى يكلف بها من قبل مجلس الدفاع الأعلى.

مجلس الدفاع

وإلى جانب مهامه في رئاسة الحرس الوطني تولى الراحل عددا من المناصب الأمنية والعسكرية فكان عضوا في مجلس الدفاع الأعلى منذ 1969 ثم عضوا في مجلس الأمن الوطني منذ عام 2005.

وتقديرا للجهود الكبيرة التي بذلها الفقيد في سبيل نهضة البلاد وتطورها وتعزيز مكانتها فقد أصدر سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد في الأول من ديسمبر عام 2004 أمرا أميريا بمنحه لقب سمو.

أعمال خيرية

وإضافة إلى المهام الرسمية كانت للفقيد مساهمات مجتمعية عديدة ومشروعات واعمال خيرية أقامها على نفقته الخاصة سواء داخل الكويت أو خارجها ومنها تبرعه في العام 2007 بـ 100 مليون دينار للكويتيين المحتاجين وذوي الشهداء وعشرة ملايين دينار لأسر شهداء المعارك والحروب.

جائزة المعلوماتية

وحرصا من سموه على دعم الثقافة والمعرفة فقد أطلق جائزة (مسابقة سمو الشيخ سالم العلي للمعلوماتية) العام 2000 التي تعد من الأنشطة المميزة على الصعيدين المحلي والإقليمي وتهدف إلى نشر الوعي الإلكتروني وتشجيع الطاقات والمواهب المتخصصة في مجال تقنية المعلومات. وكان للفقيد الراحل اهتمام كبير بالحياة الطبيعية والبيئة وولع شديد بالصحراء ورحلات القنص إضافة إلى ممارسته للهوايات البحرية واهتمامه بالابل واقتناء أجودها.

 

أبرز المناصب

شغل سمو الشيخ سالم العلي العديد من المناصب القيادية في الدولة وكان له دور كبير في هذه المناصب التي تولاها، نذكر منها:

أول رئيس فخري لجمعية المهندسين.

u0007نائب رئيس دائرتي البلدية والأشغال العامة 1956م.

رئاسة مجلس الإنشاء 1959م.

رئاسة المجلس البلدي 1960م.

وزير الأشغال العامة 1962م -1964م.

رئيس الحرس الوطني منذ عام 1967م - 2024م.

عضو مجلس الدفاع الأعلى منذ 1969م.

عضو مجلس الأمن الوطني 2005م.

عميد الأسرة الحاكمة "آل الصباح الكرام".

 

عطاء بلا حدود... وشخصية العام الخيرية

شارك سمو الشيخ سالم العلي في الخدمة العامة منذ سني عمره الأولى وأرسى دعائم الكثير من مشاريع النهضة الكويتية، وبالرغم من هذا الدور الوطني كان للفقيد الراحل المشاركات في أعمال خيرية عديدة.

فقد قام بدور بارز في تأسيس "مبرة آل الصباح" في عام 1988م التي كان من أهدافها رعاية عائلات شهداء الكويت، وكذلك رعاية المصابين.

كما قام بمشاريع خيرية على نفقته الخاصة سواء داخل الكويت أو خارجها، وقد اختير سموه من قبل الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية (شخصية العام الخيرية).

وقد تعددت تلك المشاريع في مجالات الخير والبر كالمساجد والمكتبات والمستشفيات والمرافق الاجتماعية والثقافية والتربوية منها على سبيل المثال لا الحصر:

- بناء وتعمير عدد من المساجد في مناطق مختلفة في الكويت.

- مستشفى الشيخ سالم العلي لعلاج النطق والسمع في منطقة الصباح الصحية.

- بناء ديوان وصالات اجتماعية متعددة الاغراض للمناسبات.

- مكتبة متخصصة في قاعدة الشيخ علي السالم الجوية - وزارة الدفاع.

- مكتبة الشيخ سالم العلي - المقر الرئيسي للهيئة الخيرية الاسلامية العالمية.

- المساهمة في اقامة مستشفى الرعاية الصحية - الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية.

 

ربع مليار دينار تبرعات معلنة للراحل الكبير

بلغت تبرعات فقيد الكويت الكبير سمو الشيخ سالم العلي ـ المعلن عنها فقط ـ اكثر من ربع مليار دينار.

وتأتي هذه التبرعات على النحو التالي: في عام 2007 تبرع الشيخ سالم العلي بـ 100 مليون دينار خصص 80 مليونا منها للمحتاجين من الكويتيين و20 مليونا لأسر شهداء الكويت.

‏وفي عام 2012 تبرع الشيخ سالم العلي بـ 60 مليون دينار تم توزيعها لثلاث حالات: الفئة الاولى

لخريجي الدكتوراه، والفئة الثانية "المتقدمين للزواج" 6000 دينار لكل شخص، والفئة الثالثة "المتعسرين في الدفع" 4000 دينار.

‏وفي عام 2014 تبرع الراحل الكبير الشيخ سالم العلي الله بـ 39 مليون دينار لبيت الزكاة للغارمين والمساجين.

‏وفي عام 2013 تبرع بـ 40 مليون د.ك للمدنيين الكويتيين الصادر ضدهم أوامر ضبط واحضار وخصص له 20 مليون دينار أما الـ20 مليون دينار الأخرى فتهدف الى تشجيع زواج الكويتي من مواطنة كويتية لأول مرة.

‏وفي العام 2019 تبرع فقيد الكويت بـ15 مليون د.ك لبيت الزكاة توزع على الجمعيات الخيرية في دولة الكويت لمساعدة المحتاجين الكويتيين، كما ساعد عشرات الالوف من الناس المحتاجين بكل فئاتهم وحالاتهم، حيث زوج آلاف من الشباب وساعد الغارمين والمساجين والمبتعثين والمرضى والمطلوبين وأسر الشهداء الكويتيين.

آخر الأخبار