الصراع الإقليمي في الشرق الأوسط بدايـةً... ما هو الشرق الأوسط؟

ينقسم الشرق الأوسط إلى"الهلال الخصيب" وهي بلاد ما بين النهرين والشام والمناطق المجاورة لها من شبه الجزيرة العربية والأناضول وإيران ومصر، وتشتمل المنطقة حالياً من مصر وتركيا وقبرص غرباً، إلى إيران واليمن والخليج العربي شرقاً.

ويعد الصراع الإقليمي في الشرق الأوسط واحداً من أكثر الصراعات تعقيداً وتأثيراً على الساحة الدولية.

ويتميز هذا الصراع بتاريخ طويل من التوترات والحروب الدامية بين الدول والجماعات المختلفة، ونعني هنا النزاعات والصراعات التي قامت في المنطقة بعد الحكم العثماني، وانتهاء الحرب العالمية الأولى، أي منذ عام 1918.

وتعود جذور هذا الصراع إلى العديد من الأسباب التاريخية والسياسية والدينية، بدءاً من الانقسامات القبلية والعرقية، ووصولاً إلى التدخل الخارجي، والصراعات الدينية والسياسية.

كما يشهد الشرق الأوسط تنافساً شديداً بين الدول الإقليمية والدول الكبرى من أجل النفوذ والتأثير في المنطقة، مما يعزز من حدة الصراعات والنزاعات.

يشارك في هذا الصراع الشرق أوسطي عدد من اللاعبين الرئيسيين، بما في ذلك إيران وتركيا وإسرائيل وسورية والعراق ولبنان واليمن وفلسطين.

وتتنوع تلك الصراعات بين هذه الدول إلى الصراعات السياسية والدينية، والقومية والاقتصادية، مما يجعلها أكثر تعقيداً وصعوبة في إيجاد الحل لها.

ومن بين الصراعات الإقليمية الرئيسية في الشرق الأوسط يمكن ذكر الحرب الأهلية في سورية، والنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، والحرب في اليمن، والتوترات بين إيران ودول الخليج العربي، والصراع بين تركيا والأكراد، والتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للعديد من الدول في المنطقة.

كذلك يُشكل الصراع الإقليمي في الشرق الأوسط تحدياً كبيراً للسِلم والأمن الدوليين، ويؤثر بشكل كبير على حياة المدنيين والاقتصاد في المنطقة.

وتتطلب حلول تلك الصراعات تدخلاً دولياً وديبلوماسياً فعالاً وجهودا مشتركة من الدول، لإيجاد حلول سلمية ومستدامة لهذه الصراعات المعقدة، وهو الأمر الذي لا يلوح في الأفق في تلك الآونة حيث بات جلياً وواضحاً وجود بعض الدول والجهات التي تؤجج من حدة تلك الصراعات، بل وتقوم على تمويلها ودعمها خدمة لمصالحها التجارية والسيادية، والاقتصادية في المنطقة، وهو ما يفسر كيف أصبحت منطقة الشرق الأوسط أكثر المناطق غير المستقرة في العالم، منذ ما يزيد على مئة عام.

محام، كاتب كويتي